درعا.. رشاوى للحصول على جواز السفر السوري
لم ينتظر زياد دوره في الحصول على جواز سفره في مدينة درعا، إنما دفع مبلغًا ماليًا لأحد الوسطاء للحصول عليه خلال 15 يومًا.
تكثر أساليب وطرق استغلال الناس في المحافظات السورية بشكل عام، لاستخراج جواز السفر السوري في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية التي تجعل من السفر الوجهة الأولى للسوريين للخلاص من معاناتهم.
وتشهد مديرية الهجرة والجوازات في مدينة درعا طوابيرًا طويلة، مما يؤخر موعد استلام الجوازات لفترات تمتد أحيانًا، لخمسة أشهر.
ويزداد الإقبال على مغادرة سوريا في محافظة درعا، خاصة بعد تثبيت النظام سيطرته على المحافظة عبر تسويات منفصلة في معظم مدنها وبلداتها.
وتغلب فئة الشباب على النسبة الكبرى من الساعين للسفر، ويقصدون السفر من مطار “دمشق” إلى بيلاروسيا، لتبدأ بعدها رحلة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
يوسف (25 عامًا) قال لعنب بلدي، “كلفني جواز السفر ما يقارب مليون ليرة سورية (285 دولارًا تقريبًا)، أنوي السفر إلى بيلاروسيا ومن بعدها إلى ألمانيا”.
وأوضح الشاب يوسف أن ما يدفعه لذلك، هو أنه لا يريد تأدية الخدمة العسكرية في سوريا، وانه يبحث عن حياة كريمة أسوة بمن هاجر قبله.
ويحاول اللاجئون حاليًا العبور من بيلاروسيا إلى بولندا، ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي، لكن كثيرًا منهم عالقون على الحدود بين البلدين، في ظروف جوية باردة.
وأعلنت الحكومة البولندية شروعها ببناء سياج من الأسلاك الشائكة يبلغ ارتفاعه 2.5 متر، على الحدود مع الجارة بيلاروسيا بسبب العدد الكبير من المهاجرين الذين يدخلون البلاد بصورة غير شرعية.
كذلك قال عبد السلام (55 عامًا) إنه جمع إنتاج محصوله من الرمان والزيتون، لتسفير ابنه إلى أوروبا، وأنه سعى للحصول على جواز سفر نظامي بعد دفع مبالغ مالية عليه.
أما زياد (28 عامًا)، فقال إن استخراج جواز السفر السوري، أصبح يعادل في تكلفة استخراجه التكلفة التي تطلبها البلدان المجاورة، وضرب مثالًا في ذلك تكلفة استخراج جواز السفر في لبنان والتي تعادل (300 دولار أمريكي) بينما أصبحت تكلفة الجواز يكلف في سوريا ما يقارب هذا المبلغ.
وأضاف زياد أن جواز السفر النظامي يكلف خمسة آلاف ليرة سورية، بالإضافة لدفع 50 ألفًا لإذن السفر في شعبة التجنيد.
ويرى زياد أنه لايوجد شيء اسمه جواز مستعجل، وإنما من أراد ان يحصل عليه بطريقة نظامية عليه أن ينتظر مدة تقارب الخمسة أشهر.
وعمّم النظام السوري، في 17 من حزيران، على “شُعَب التجنيد” في مدينتي درعا والقنيطرة، جنوبي سوريا، منح إذن سفر للمؤجلين عامًا كاملًا عن الخدمة العسكرية.
وجاء في التعميم طيّ الكتاب السابق، الموجه لـ”شُعب التجنيد”، في 23 من أيار الماضي، القاضي بمنع الحصول على موافقات السفر لخارج الأراضي السورية.
وأصدرت حكومة النظام السوري، في 4 من نيسان الماضي، قرارًا خاصًا بمحافظتي درعا والقنيطرة، بمنح المكلّف المتخلف عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية تأجيل عام كامل، بعد إجراء “تسوية” قضائية في القصر العدلي بدرعا.
وفي 23 من تشرين الأول الحالي، أصدرت إدارة الهجرة والجوازات تعميمًا يطلب “استنفار” جميع العناصر المسؤولة عن تجهيز معاملات جواز السفر، لإنهاء طلبات الجوازات المتراكمة لشهري تموز وآب الماضيين.
ونص التعميم على توجيه جميع فروع الهجرة والجوازات إلى طباعة وتسليم المواطنين “على مدار الساعة، وبالسرعة القصوى” معاملات جوازات سفرهم المتراكمة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :