“هذه البراكيات مصدر رزق لأكثر من ألف شخص، أكبر أحلامهم أن يكون لهم مصدر رزق يكفي لإطعام عائلاتهم”، هذا كان رد فعل فيصل أبو علي، أحد أصحاب الأكشاك (البراكيات) في إدلب، على قرار بإغلاقها.
“أبو علي” (51 عامًا)، الذي يعمل في بيع المازوت بأحد الأكشاك في دوار الجرة بإدلب منذ نحو ست سنوات، قال لعنب بلدي، إن خيارات العمل في حال إغلاق البراكيات شبه معدومة بالنسبة لمعظم الناس.
وكان “مجلس مدينة إدلب” أعلن قبل أيام عن الانتهاء من إزالة الأكشاك، وتخصيص عدد من الأسواق الشعبية لتسليم محالها لأصحاب الأكشاك المخالفة، وفق ما ذكره “المجلس” عبر حسابه على “فيس بوك“، في 19 من تشرين الأول الحالي.
وفي حديث إلى عنب بلدي، قال المتحدث الرسمي باسم “المجلس”، فراس علوش، إن الأكشاك كانت تعوق سير المشاة والسيارات، معتبرًا وجودها مظهرًا غير حضاري، بحسب تعبيره.
وأضاف أن “المجلس” عمل على تأمين بدائل نظامية لكل أصحاب الأكشاك في العديد من أسواق المدينة، أبرزها أسواق “الحسين” و”الكستنة”.
من جهته، رفض محمد الحمصي (48 عامًا)، أحد المهجرين من محافظة حمص، ويعمل في أحد الأكشاك ببيع “الفلافل”، الانتقال إلى أسواق “الحسين”، مشيرًا إلى أن زيارات الناس إلى هذه المنطقة مرتبطة بـ”بازار الأربعاء” فقط.
وتعد الأكشاك مصدر الرزق الوحيد لكثير من العائلات في إدلب، وقرار إغلاقها وضع هذه العائلات جميعها في وضع حرج، بحسب ما قاله محمد، مطالبًا بتوفير بديل منطقي يغطي الحاجات الأساسية لكل الأشخاص الذين لن يكونوا قادرين على تأمين ثمن رغيف الخبز بعد هذا القرار، وفق تعبيره.
ويعاني الشمال السوري من تردي الأوضاع المعيشية، والعجز عن تأمين المستلزمات اليومية جرّاء غلاء أسعار معظم المواد والمنتجات في الأسواق، خصوصًا المنتجات الاستهلاكية اليومية والمحروقات، في ظل انخفاض الرواتب وقلة فرص العمل.
وخلال الأسابيع الماضية، شهدت مناطق شمال غربي سوريا ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، إثر انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، ما ضاعف معاناة الناس، خصوصًا العمال الذين يتقاضون أجورهم بشكل يومي، إذ ما زالوا يحصلون على أجور ثابتة ومتدنية بالليرة التركية مقارنة بالأسعار.
ويعيش 91% من العاملين في شمال غربي سوريا ضمن أسر تعاني ظروف فقر “مدقع”، ما يدل على ضعف الاقتصاد المحلي، بحسب تقرير صادر عن برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية (HNAP)، بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) و”مجموعة التعافي المبكر وسبل العيش” في شمال غربي سوريا، في آب الماضي.
وأضاف التقرير أن 18% فقط من الرجال الذين عملوا خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت صدور التقرير يعملون بدخل منتظم.
ويواجه 60% من الشعب السوري انعدام الأمن الغذائي وصعوبات في الحصول على وجباتهم الأساسية، بحسب بيانات برنامج الغذاء العالمي.
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في إدلب، أنس الخولي
–