أعلن مدير “الهيئة العامة لمستشفى الباسل” في محافظة طرطوس، اسكندر عمار، وفاة شخصين مصابين بمرض “الفطر الأسود”، سُجّلت لديهم إصابة سابقة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وأوضح عمار، في حديث إلى موقع “أثر برس” المحلي اليوم، الثلاثاء 26 من تشرين الأول، تسجيل أربع إصابات بـ”الفطر الأسود” حتى الآن، منها إصابتان تماثلتا تقريبًا للشفاء لم تتجاوزا الجيوب الفكية والحاجز الأنفي، بينما توفي الشخصان الآخران.
وأضاف عمار أن أحد الأشخاص المتوفين وصل إلى المستشفى بحالة عامة “سيئة”، حُوّل بعدها إلى مستشفى خاص، وتوفي بعد تفاقم إصابته، بينما وصلت الحالة الثانية إلى مستشفى “الباسل” متأخرة بعد تفاقم الإصابة بـ”الفطر الأسود” ووصولها إلى العين، على حد قوله.
من جهته، أوضح مدير عام مستشفى “المواساة” بدمشق، عصام الأمين، وجود 15 حالة إصابة بمرض “الفطر الأسود” في المستشفى، بالإضافة إلى حالات أخرى (لم يذكر عددها) سُجلت في مستشفى “تشرين”، موضحًا أن المرض “بشكل عام ليس جائحة كمرض (كورونا)”.
واعتبر الأمين أن الإصابات بـ”الفطر الأسود” كانت موجودة قبل جائحة “كورونا” بتواتر أقل من الآن، وعلاقته بالفيروس “غير مباشرة”، بحسب حديث إلى إذاعة “ميلودي إف إم” اليوم، الثلاثاء.
وأشار الأمين إلى أن نسبة الوفيات بـ”الفطر الأسود” تتراوح بين 40% و50% من نسبة عدد الإصابات.
وانتشر اسم مرض “الفطر الأسود” المرتبط بالمتعافين من فيروس “كورونا” بكثرة لأول مرة في الهند خلال حزيران الماضي.
ويعتبر الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية تضعف عمل جهازهم المناعي، أو المرضى المتلقون لأدوية تقلل من قدرة الجسم على محاربة العدوى والمرض، هم الأكثر عرضة للإصابة بـ”الفطر الأسود”.
ولا يستهدف “الفطر الأسود” المتعافين من “كورونا” فقط، بل إنه قادر على إصابة أي شخص يعاني من ضعف المناعة، كما تزيد بعض الأمراض من خطر الإصابة به، كـ“سكر الدم غير المستقر”، وفيروس “نقص المناعة البشرية” (الإيدز)، والأورام السرطانية، وسوء التغذية المرافق لتدني الوضع الصحي.
وبحسب تقرير لـ”منظمة الصحة العالمية“، فإن الإصابة بمرض “الفطر الأسود” غير معدية، ولا تنتشر عن طريق الاتصال بين شخص وآخر.
الذروة الخامسة “غير مستبعدة”
كما أعلن مدير عام مستشفى “المواساة” بدمشق، عصام الأمين، أن المنحنى الوبائي لفيروس “كورونا” في مناطق سيطرة النظام، تصاعد وبقي متسطحًا منذ حوالي 15 يومًا، مشيرًا إلى أن أعداد الإصابات بالفيروس لم تنخفض خلال هذه الفترة.
ووفقًا للأمين، فإن نسبة إشغال أسرّة المستشفيات العامة، وأحيانًا المستشفيات الخاصة، “عالية جدًا” تقترب من 100% بسبب تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بالفيروس، معتبرًا أن الحالة لم تصل بعد إلى انهيار النظام الصحي، “لدرجة عدم القدرة على استقبال المرضى”.
ولم يستبعد الأمين دخول البلاد في ذروة خامسة لاحقة من تسجيل الإصابات بفيروس “كورونا” في ظل “عدم وجود دواء نوعي”.
وتشهد جميع المحافظات في سوريا، منذ مطلع آب الماضي، ذروة رابعة من انتشار الفيروس، وتُسجل أعداد الإصابات والوفيات أعلى أرقامها منذ بدء الجائحة.
وبحسب بيانات وزارة الصحة، وصل عدد المصابين بفيروس “كورونا” في مناطق سيطرة النظام إلى 41 ألفًا و799 شخصًا، توفي منهم ألفان و517 شحصًا منذ بدء الجائحة.
إلا أن هذه الإحصائية لا تعد دقيقة بالكامل، إذ قدّر عضو الفريق الاستشاري لمكافحة الفيروس نبوغ العوا، أعداد الإصابات الحقيقية بالفيروس بأنها تصل إلى عشرة أضعاف التي تعلنها وزارة الصحة، مشيرًا إلى أن معظم المصابين بالفيروس لا يراجعون المستشفيات، ويلجؤون إلى العلاج في المنزل.
–