أثار قرار المكتب التنفيذي في مجلس محافظة حلب، القاضي بتحديد سعر ساعة التشغيل اليومية لـ”الأمبير” الواحد بـ125 ليرة سورية، مع فرض عقوبات مشددة بحق المخالفين، في 25 من تشرين الأول الحالي، استياء وغضب أصحاب المولدات الكهربائية (الأمبيرات).
واعتبر أصحاب المولدات القرار غير عادل وغير مدروس ولا يراعي أوضاعهم، خاصة أنهم يشترون المازوت بسعر مرتفع، وتُحسب تكاليف الأعطال التي تحدث في المولدات الكهربائية وصيانتها من اشتراك “الأمبير”، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
وقال محمد (55 عامًا) صاحب مولدة “أمبيرات” في حي الصاخور بمدينة حلب لعنب بلدي، إن “قرار تحديد سعر التشغيل غير مقبول ولا يراعي أوضاعنا، خاصة أن تكلفة تصليح الأعطال التي تحدث في المولدات مرتفعة، وأسعار القطع أصبحت باهظة ويبلغ سعر “الديسك” الذي كان يُباع بـ90 ألف ليرة 200 ألف”.
وأضاف محمد أن أسعار القطع مرتفعة جدًا بشكل عام، ووصل سعر برميل المازوت الذي يُشغّل المولدة، لمدة ليلتين فقط، إلى نحو 450 ألف ليرة سورية.
وإذا التزم أصحاب المولدات بالتسعيرة، فإنهم سيضطرون إلى “الدفع من جيوبهم”، إذ يبلغ عدد ساعات التشغيل ثماني ساعات، بمعدل 56 ساعة أسبوعيًا.
ووفق هذا الحساب، فإن اشتراك “الأمبير” أسبوعيًا يبلغ 7000 ليرة، وهو سعر “قليل جدًا”، لا يغطي تكلفة شراء المازوت ووصوله إلى حلب، المكلف بسبب وجود الحواجز العسكرية التي تفرض رسوم مرور، بحسب محمد.
وتختلف أوقات تشغيل المولدات الكهربائية من منطقة إلى أخرى، إذ يشغل بدوي، وهو صاحب مولدة في حي طريق الباب، التيار من الساعة الثالثة عصرًا وحتى الواحدة بعد منتصف الليل بسعر 18 ألف ليرة سورية.
وأوضح أن بعض العائلات تشترك بـ”أمبير” واحد فقط للإنارة وشحن الهواتف وتشغيل التلفزيون، والعائلة التي لا تستطيع الاشتراك تمدد شريطًا للإنارة فقط من الجيران.
وقال صاحب المولدة لعنب بلدي، إنه لن يستطيع الالتزام بقرار تحديد سعر الساعة، كما رفض جميع أصحاب المولدات الكهربائية القرار.
وأضاف أن أصحاب المولدات سيذهبون إلى المكتب التنفيذي للمحافظة للنقاش بشأن رفع السعر أو تخفيض عدد الساعات، مشيرًا إلى عدم استفادتهم من المازوت الصناعي لإمكانية انقطاعه وعدم توفره بشكل يومي وعدم القدرة على تأمينه خلال الفترة المقبلة.
وسيكون القرار خسارة لأصحاب المولدات بعد حساب سعر البرميل وأجور نقله مع تكاليف تصليح المولدات، بحسب بدوي.
من جهته، قال صاحب مولدة في حي السكري لعنب بلدي، إنه لن يلتزم بقرار تحديد سعر التشغيل، خاصة أن فصل الشتاء يسبب ضغطًا على المولدات الكهربائية وأصغر عطل يكلّف تصليحه مبلغ 90 ألف ليرة، وفك المولدة لإصلاحها يأخذ وقتًا وجهدًا.
ويجب تعويض ساعات الانقطاع عند الإصلاح، بحسب مالك المولدة، ومع ذلك يتم مطالبة أصحاب المولدات بالالتزام بالسعر.
ولا يتوقع التزام أصحاب المولدات بالقرار، مشيرًا إلى أنهم سيخفضون عدد ساعات التشغيل ويستفيدون من تخفيف وصول التيار الكهربائي وإطفاء المولدة في الوقت الذي يرغبون به.
و”الأمبيرات” اسم متعارف عليه لكهرباء المولدات في سوريا، يعتمد عليها مواطنون في ظل انقطاع الكهرباء بمختلف المناطق السورية، ويرتبط سعرها بسعر المازوت، إذ يعتمد عليه أصحاب المولدات الكهربائية لتشغيلها.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حلب صابر الحلبي
–