أكدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن سوريا تشهد تصعيدًا متواصلًا بعمليات القتال، ولا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين.
وقال رئيس لجنة التحقيق المعنية بالملف السوري، باولو بينيرو، في كلمة ألقاها أمام اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين 25 من تشرين الأول، إن هذا الوقت ليس مناسبًا لعودة اللاجئين، مضيفًا أن التصعيد بعمليات العنف والقتال لم يتوقف خلال الأشهر الأخيرة.
وحذّر بينيرو المجتمع الدولي من الاعتقاد بأن النزاع في سوريا على وشك الانتهاء، مشيرًا إلى أن الواقع السوري يُثبت عدم صحة هذا الاعتقاد.
وشهدت مناطق شمال غربي سوريا العديد من الخروقات لاتفاق “وقف إطلاق النار” الموقّع في 5 من آذار 2020، إذ تعرضت المنشآت الطبية والأسواق والمناطق السكنية لهجمات جوية وبرية، وفق اللجنة.
وتحدثت اللجنة عن الحصار الذي فرضه النظام السوري وحليفه الروسي على درعا البلد، مشيرة إلى أنه الحصار الأول منذ عام 2018 في سوريا.
كما قُتل الكثير من المدنيين إثر انفجار العبوات الناسفة في منطقتي شمال عفرين ورأس العين في حلب، في حين ازداد القصف العشوائي على الشمال السوري خلال الصيف الماضي.
وأعربت اللجنة عن قلقها حول مصير آلاف المفقودين والمعتقلين في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري، مطالبة النظام بالسماح للمعتقلين بالاتصال بأسرهم وتلقي زيارات من مراقبين مستقلين، والإفراج عن المعتقلين المرضى والمسنين.
وعبرت عن رفضها لممارسات فصائل “الجيش الوطني” وعمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز التابعة لـ”الجيش”، بحسب قولها.
وطالب بينيرو الدول الأعضاء والسلطات المحلية بتقديم الحماية لنحو 7800 نازح في مخيم “الهول” التابع لـ”الإدارة الذاتية”، مؤكدًا أن معظم المحتجزين في المخيم من الأطفال هم ضحايا جرائم آبائهم، ويجب إعادتهم إلى بلادهم.
ووثق أحدث تقرير صادر عن اللجنة، في 13 من أيلول الماضي، مواصلة النظام السوري الاعتقال التعسفي وعمليات التعذيب والعنف الجنسي في مراكز الاحتجاز، تزامنًا مع دخول رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في ولايته الرابعة.
كما وثّق تصاعد العنف والأعمال العدائية في شمال غربي سوريا، إلى جانب التدهور الاقتصادي الذي تشهده جميع مناطق سوريا.
وفي أول تقرير منذ عام 2014 عن عدد القتلى، قالت الأمم المتحدة، إن ما لا يقل عن 350.209 أشخاص قُتلوا في سوريا منذ بدء الاحتجاجات في 2011.
وخلال الأشهر الماضية، صدرت العديد من التقارير من منظمات حقوقية تؤكد أن سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين، أبرزها تقرير منظمة العفو الدولية بعنوان “أنت ذاهب للموت“، وتقرير “هيومن رايتس ووتش” بعنوان “حياة أشبه بالموت“.
–