ريف حلب الشمالي.. بلدات لا تصلها مياه الشرب منذ أكثر من خمس سنوات
لم تفلح حكومة النظام السوري بتوصيل مياه الشرب النظيفة إلى معظم المحافظات التي شهدت تدميرًا للبنى التحتية خلال العشر سنوات الماضية.
وتتكرر شكاوى الأهالي المقيمين في الريف الشمالي لمحافظة حلب الواقع تحت سيطرة النظام، حول عدم وصول مياه الشرب إلى قراهم منذ سنوات، وتكلفهم عناء شراء مياه الشرب من “صهاريج” تتضاعف أسعارها يومًا بعد يوم دون أي حلول حكومية تلوح في الأفق.
وبحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في مدينة حلب، لم تصل مياه الشرب إلى بلدات “حيان” و “حريتان” و “عندان” و”بيانون” في الريف الشمالي للمدينة، نتيجة لتضرر التمديدات الصحية بعد الاشتباكات التي شهدتها تلك البلدات وسيطرة النظام عليها في 2016.
وأوضح المراسل، أن تلك البلدات لم تشهد أي تبديل أو صيانة للتمديدات التي تنقل عبرها مياه الشرب منذ سيطرة النظام عليها قبل خمس سنوات، على الرغم من شكاوى مستمرة تصل إلى “المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي” بحلب.
وعود متكررة وأسعار المياه “غالية”
محمد (49 عامًا) من سكان بلدة “بيانون” بريف حلب الشمالي، قال في حديث إلى عنب بلدي، أن زيارات عديدة شهدتها البلدة من قبل مسؤولين في مجلس المحافظة عن إعادة وصول مياه الشرب إليها خلال الخمس سنوات الماضية.
وأضاف محمد (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب خاصة)، أن وعودًا كثيرة بإيصال مياه الشرب رافقت تلك الزيارات إلا أن أي منها لم يُطبق حتى اليوم، دون وضع جداول زمنية محددة توضح انفراجة في وضع المياه.
ويلجأ محمد وسكان بلدته وفقًا لحديثه، إلى شراء المياه من “الصهاريج” بأسعار عالية قد تصل إلى 15 ألف ليرة سورية لخزان يتسع لخمسة ليترات من المياه قد تكفي العائلة مدة أسبوع واحد فقط لا أكثر.
بينما قد لا يستطيع عدنان (53 عامًا) من سكان بلدة “حريتان” بريف حلب، من تعبئة المياه بشكل أسبوعي نظرًا لتكلفتها “العالية جدًا” في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها سكان البلدة.
وأوضح عدنان (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب خاصة)، في حديثه إلى عنب بلدي، أن صهاريج مياه الشرب ترفع أسعارها بشكل دوري نتيجة ارتفاع سعر التكلفة عليها الناجم عن ارتفاع أسعار المازوت.
ووفقًا لعدنان، فقد قدّم أهالي بلدة “حريتان” خلال السنوات الماضية، “آلاف الشكاوى” إلى مؤسسة المياه والبلديات ومجلس المحافظة المسؤول، دون أن تأتي تلك الشكاوى بأي جدوى على الواقع.
وفي ظل عدم اهتمام مسؤولي المحافظة، يضطر بعض أهالي البلدات في ريف حلب الشمالي من “المقتدرين ماديًا” منهم، إلى حفر آبار مجاورة لهم تستجر مياه الشرب إلى منازلهم باستخدام “أدوات حفر وآليات مخصصة” تحتاج إلى تكلفة مادية عالية، بحسب ما أوضح مراسل عنب بلدي في حلب.
وتتكرر تقارير وسائل الإعلام السورية المقربة من النظام بشكل شبه دوري، والتي تسلط الضوء على فقدان الكثير من البلدات في عموم المحافظات لمياه الشرب وعدم وصولها إلى منازل الأهالي منذ سنوات عديدة، دون أي تحركات حكومية قد تخفف من معاناة الأهالي.
وفي 1 من تشرين الأول الحالي، أصدرت “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” تقريرًا حول وصول المياه الصالحة للشرب إلى السكان في سوريا.
وبحسب التقرير، أدى النزاع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات إلى إضعاف الوصول إلى الخدمات الأساسية في سوريا، بما في ذلك الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.
فقبل عام 2010، كان 98% من سكان المدن و92% في المجتمعات الريفية يتمتعون بإمكانية موثوقة للحصول على المياه الصالحة للشرب، أما اليوم فالوضع مختلف، إذ تعمل 50% فقط من أنظمة المياه والصرف الصحي بشكل صحيح في جميع أنحاء سوريا.
وتضررت أنظمة المياه بسبب العنف، كما لم يتم إجراء الصيانة المناسبة، وفي بعض الحالات، فقدت المرافق ما بين 30 و40% من الموظفين الفنيين والمهندسين اللازمين للحفاظ على عمل الأنظمة، إضافة إلى مغادرة الكثير من الخبراء سوريا، بينما تقاعد آخرون دون أن يكونوا قادرين على تدريب ونقل المعرفة إلى جيل الشباب الجديد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :