عروة قنواتي
أحببت قبل أيام قليلة أن تكون زاويتي الرياضية لهذا العدد عن قمم و”كلاسيكو” الأحد المشتعل، الأحد العظيم، فأينما وجهت عينيك وقلمك لديك ما تكتبه عن ليفربول والمان يونايتد أو برشلونة والريال وحتى الإنتر واليوفي، وصولًا إلى باريس سان جيرمان ومارسيليا.
إلا أن حدثًا طارئًا قد وقع في بطولة تصنيفها الثالث في أوروبا، ولكن بين احتياجات المشجع الكروي في العالم قد لا تكون بأول عشر مسابقات يهتم بمتابعتها. الحدث كان في دوري المؤتمر الأوروبي، ويخص نادي روما الإيطالي المشارك في أول نسخة من البطولة، بحسب نتائجه في الدوري الإيطالي الموسم الماضي.
لأنها كارثية في لوحة الأرقام والتاريخ، لا يجوز أن تمر بها مرور الكرام، فنتيجة ذئاب روما الأخيرة في البطولة الجديدة (دوري المؤتمر الأوروبي) بالنسخة الأولى، النتيجة التي إن اعتادها روما في بعض البطولات لدرجة قوة الخصوم، كانت صادمة بما يتفوق على مقولة “لا مستحيل في كرة القدم”.
فريق نرويجي متواضع يدعى بودو غليميت يسجل نتيجة رقمية عالية بمرمى الذئاب ومدربهم “السبيشل 1” جوزيه مورينيو، وصلت إلى ستة أهداف مقابل هدف، أي أنه لم يكتفِ بالفوز، بل سجل نتيجة عالية صرعت عشاق كرة القدم في العالم، فماذا يجري مع السيد موريني؟
المدرب المشهور الذي وصل إلى رصيد 1008 مباريات، وتسلّم تدريب نادي روما قبل نهاية الموسم الماضي، ما زال غير مقتنع بأن أدواته أصبحت قديمة وقد أكل عليها تاريخ كرة القدم وشرب، ما زال مصرًا على أنه قادر على الإنجاز والتقدم أكثر بنفس الأساليب التي اتبعها سابقًا، وجلبت له الألقاب في إنتر ميلان وتشيلسي وبورتو وريال مدريد، وحفظت ماء وجهه قليلًا مع مانشستر يونايتد.
مورينيو ومنذ الأشهر الأخيرة له مع المان يونايتد وهو يعاني ويتعرض لحملات الضغط والمطالبات بالرحيل، وهذا ما حدث أيضا في تجربة توتنهام هوتسبير، إلا أنه ما زال شابًا بطريقته المشاكسة والاستفزازية مع وسائل الإعلام، يرمي التهم هنا وهناك لدى أي هزيمة أو تراجع مستوى فريق هو مديره الفني. بالأمس قال إنه من يتحمل المسؤولية عن النتيجة في دوري المؤتمر الأوروبي، وهذا الاعتراف نادر من السيد مورينيو، وطبيعي أن يقول هذا الكلام في نتيجة سحقت كل ما يمكن أن يبرر أو يقال.
بكل الأحوال، لم يطلب أحد من جوزيه مورينيو أن يترك كرة القدم أو تدريب الأندية، لأن الذكريات مليئة بإبداعات هذا الرجل وحيازته الألقاب في زمن الأساطير والنجوم والأندية العملاقة، لكن اختيارات مورينيو أصبحت سيئة ومملة، وأسلوبه في كرة القدم صار يجلب الفضائح في الرحيل أو بعض النتائج التي لن يعود بمقدوره الهروب منها أمام الصحافة، أو لن يكون بإمكانه إيجاد المبررات الكافية لإنقاذ سمعته.
السمعة صارت على المحك كما يقال أيها “السبيشل 1″، فيا سيد جوزيه، هل من جديد لديك؟
وهاردلك لذئاب روما!