أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن سفراء الدول العشر الذين أدلوا ببيان المطالبة بإطلاق سراح رجل الأعمال التركي عثمان كافالا، في 19 من تشرين الأول الحالي، أشخاص غير مرغوب بهم في تركيا.
وخلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح حديقة “إسكيشهير الوطنية” و”المكتبة العامة الإقليمية” ومشاريع أخرى اليوم، السبت 23 من تشرين الأول، قال أردوغان، “أعطيت التعليمات لوزير خارجيتنا، وقلت: ستتعاملون على الفور مع هؤلاء السفراء العشرة الذين أعلن أنهم أشخاص غير مرغوب بهم”.
وانتقد الرئيس التركي في كلمته اهتمام السفراء العشرة بقضية رجل الأعمال التركي المحتجز بتهم مرتبطة بمحاولة الانقلاب عام 2016، مؤكدًا أن السفراء “سيعرفون ويفهمون ويعرفون من تركيا، وفي اليوم الذي لا يعرفون أو يفهمون فيه تركيا، سيغادرونها”.
Eskişehir Millet Bahçesi, İl Halk Kütüphanesi ve Yapımı Tamamlanan Diğer Projelerin Toplu Açılış Töreni https://t.co/JRtwBCZ9Ex
— Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) October 23, 2021
وفي 18 من تشرين الأول الحالي، أصدر سفراء كل من الولايات المتحدة وألمانيا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وهولندا والسويد وكندا والنرويج ونيوزيلندا، بيانًا في الذكرى الرابعة لاعتقال السلطات التركية عثمان كافالا.
وانتقد بيان الدول العشر ما اعتبره تأخيرات مستمرة في القضية، من خلال دمج القضايا المختلفة وفتح قضايا جديدة بعد تبرئته السابقة، كما شكّك البيان بالديمقراطية وسيادة القانون وشفافية النظام القضائي التركي.
وكانت الخارجية التركية استدعت، في 19 من تشرين الأول الحالي، سفراء الدول المشاركة في البيان، للتعبير عن رفضها محاولة “تسييس” الإجراءات القضائية والضغط على القضاء التركي، مؤكدة أن البيان يشكّل انتهاكًا للأعراف الدبلوماسية، وأنه ضد حكم القانون والديمقراطية واستقلال القضاء.
وأبلغت أنقرة، عبر بيان الخارجية، السفراء والقائمين بأعمال تلك الدول لديها، بأن التصريحات التي وصفتها بـ”الوقحة” بشأن إجراء قانوني يجريه قضاء مستقل، غير مقبولة.
Press Release Regarding the Summoning of the Ambassadors of 10 Countries to the Ministry of Foreign Affairs Following a Joint Statement on an Ongoing Legal Case https://t.co/9pu0T4dny5 pic.twitter.com/pkCZWkiGwZ
— Turkish MFA (@MFATurkiye) October 19, 2021
والتقى السفراء بنائب وزير الخارجية التركي ورئيس شؤون الاتحاد الأوروبي، فاروق قايماقجي، الذي عبّر عن انزعاج واستياء بلاده جراء بيان تلك الدول حول قضية عثمان كافالا، المحتجز منذ أربع سنوات مع 15 شخصًا آخرين، بتهم مرتبطة بالضلوع في محاولة الانقلاب عام 2016، في تركيا.
وفي 15 من تموز 2016، شهدت تركيا محاولة انقلاب عسكري فاشلة، أعلنت إثرها حالة الطوارئ في البلاد لمدة عامين، قبل إنهاء العمل بها في 19 من تموز 2018.
وتتهم تركيا منظمة “غولن” بتدبير محاولة الانقلاب التي قابلها الشارع التركي بالتجمع والنزول إلى الميادين العامة بطلب من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وقُتل حينها 248 شخصًا، وأُصيب 2196 آخرون بينهم سوريون نزلوا إلى الساحات العامة ليلة الانقلاب.
وتحدثت وسائل إعلام تركية عن مشاركة الشاب السوري محمد أمين في قيادة دبابة أُلقي القبض على سائقها الانقلابي في ميدان كزلاي بأنقرة.
شخص غير مرغوب به
وتُستخدم عبارة “شخص غير مرغوب به” باستمرار ضمن السياق الدبلوماسي، في إشارة إلى إمكانية رفع الحصانة عن الأشخاص الذين أُعلن أنهم غير مرغوب بهم، ما يعني فقدان الشخص وضعه كموظف تمثيل دبلوماسي في البلد الذي يستضيفه باعتباره دبلوماسيًا لدولة أخرى.
ووفقًا لأحكام اتفاقية “فيينا”، يمكن للدولة التي يقيم فيها الدبلوماسي إعلانه شخصًا غير مرغوب به دون إشعار مسبق.
وفي حالات كهذه، يجري استدعاء الدبلوماسيين “غير المرغوب بهم” من قبل بلدانهم، وتلجأ دولة ما لإجراءات من هذا النوع في قضايا حساسة ترتبط أحيانًا بالاشتباه بتجسس الدبلوماسيين، ما يمكن أن ترد عليه الدولة الأخرى التي تمثّل بلد الدبلوماسي بإجراء مماثل، وطرد دبلوماسيي البلد الآخر.
–