صيادو الرقة: وجود النظام وميليشيات إيران على ضفة “الفرات” يحرمنا رمي الشباك

  • 2021/10/29
  • 3:08 م
مركب على ضفة نهر الفرات (صيادين سوريا الأحرار)

مركب على ضفة نهر الفرات (صيادين سوريا الأحرار)

تسبب تموضع قوات النظام على الضفة المقابلة في امتناع فتحي الشاهين (35 عامًا)، من سكان حي رميلة بمدينة الرقة، عن الصيد في نهر “الفرات” شرقي مدينة الرقة لأكثر من 20 كيلومترًا، بعد أن كان الصيادون يجوبون النهر شرقًا وغربًا، بحثًا عن رزقهم في السنوات التي سبقت الثورة السورية.

يروي فتحي لعنب بلدي ذكرياته منذ أن كان في العشرينيات من عمره، وهو يرافق والده في رحلة صيد الأسماك، التي كانا يبدآنها من أطراف المدينة الشرقية، حتى نهاية الريف الشرقي للرقة عند بلدة جزرة الحوس شرقي الرقة.

حُرم صيادو الأسماك في مدينة الرقة وريفها من الصيد في مجرى النهر، بعد بلدة الكرامة، 25 كيلومترًا شرقي الرقة، منذ سنوات عدة، بسبب وجود قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على الضفة المقابلة.

وقال فتحي، إن المسافة التي يقطعها الصيادون اليوم قصيرة مقارنة بالمسافة التي كانوا يقطعونها في السنوات السابقة، ما سبّب ضغطًا على الثروة السمكية، وقلّل من الكميات التي يصطادها الصيادون.

ويعتمد صيادو نهر “الفرات” على طريقة الصيد في مجرى النهر، من خلال المسير بسفنهم المعدنية لمسافات طويلة، تقترب أحيانًا من 25 إلى 35 كيلومترًا، يطرحون خلالها شباك الصيد في مجرى النهر، ومن ثم يسحبونها نحو السفينة.

اقرأ أيضًا: مع الصيد “الجائر”.. ثروة “الفرات” السمكية تواجه الخطر

خطر على الحياة

الأربعيني نواف محمد قال لعنب بلدي، إنه تعرض خلال العام الماضي لإطلاق رصاص مباشر نحو مركب الصيد خاصته من قبل عناصر النظام الموجودين في قرية غانم العلي، على ضفة “الفرات” الجنوبية المقابلة لقرى الجديدات شرقي الرقة.

وأشار نواف إلى أن المنطقة تحولت إلى خطر مباشر على حياة الصيادين، لذلك قرر الكثير منهم ترك المهنة، أو البحث عن مناطق أخرى يقتاتون منها ويرمون شباكهم فيها.

وسيطرت قوات النظام والميليشيات الإيرانية على مدينة معدان وبلدات وقرى أخرى بريف الرقة الجنوبي، أواخر عام 2017، بعد انتزاعها من يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتسيطر قوات النظام والميليشيات الإيرانية على مناطق عدة في أرياف الرقة، مثل بلدة الرصافة جنوب مدينة المنصورة غربي الرقة، ومدن معدان والسبخة والقرى التابعة لها في الريف الجنوبي الشرقي، من خلال تفاهمات مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا” في ريف بلدة عين عيسى، ومحيط الطريق الدولي “M4”.

ويربط ريف الرقة المنقسم بين مناطق خاضعة لسيطرة النظام وأخرى تحكمها “قسد”، معبر “العكيرشي” جنوب شرقي الرقة، كما توجد بعض نقاط التهريب على ضفاف نهر “الفرات” الذي يقسم مناطق السيطرة بريف المحافظة الشرقي.

“الفرات” منطقة عسكرية

ووصف قيادي من “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) في الرقة، أجزاء من نهر “الفرات”، بالمناطق العسكرية التي يحظر على المدنيين دخولها أو الاقتراب منها.

وقال القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن الهدف الأول من منع الصيادين من دخول مجرى النهر من أطراف بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي، هو الحفاظ على حياتهم بالدرجة الأولى، بعد استهدافات طالت بعضهم من قبل قناصين تابعين للنظام على الضفة المقابلة.

يضم نهر “الفرات”، الذي يدخل الأراضي السورية من مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي ويخرج منها عند البوكمال بريف دير الزور الشرقي، قاطعًا مسافة 700 كيلومتر، مرورًا بمدينتي الرقة والطبقة، أنواعًا متعددة من الأسماك.

أكبر الأسماك حجمًا يدعى “الجزر” أو “الفرخ”، يليها “الكرب” و”الكرسين” و”الرومي” و”المطواق” و”البني” و”البوري” وحتى “السردين”، وكل هذه الأنواع بدأت تقل كمياتها بسبب الصيد “الجائر”.

ويقع وسط مدينة الرقة السوق الرئيس لتسويق الأسماك، التي تعد من أهم الوجبات بالنسبة لسكان المنطقة، وتتراوح أسعارها ما بين 1000 ليرة سورية وحتى 5000، بحسب الأنواع، التي يعتبر “البوري” و”البني” و”الكرب” أكثرها تفضيلًا في المنطقة.

ويمنع الصيد بشكل نهائي في نهر “الفرات” لمدة ثلاثة أشهر سنويًا، بدءًا من آذار وحتى أيار، وهي فترة تكاثر الأسماك، لكن، وبحسب الأشخاص الذي تحدثت إليهم عنب بلدي في هذا التقرير، لا يلتزم أغلبية الصيادين بالامتناع عن الصيد خلال تلك المدة.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية