الرّمان يسرق ما تبقى من الكهرباء في بيوت حوران 

camera iconثمار الرمان في بساتين طفس وتل شهاب في ريف درعا الغربي - 6 تشرين الثاني 2020 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

تعطلت ثلاجة لبنى (40 عامًا) من سكان تل شهاب بريف درعا الغربي، بسبب ضعف التيار الكهربائي بعد تشغيل وحدات التبريد، مع بدء تخزين محصول الرمان.

وقالت السيدة لعنب بلدي، إن مالكي وحدات التبريد يعتمدون على منظمات ترفع جهد التيار لتشغيل الوحدة، ما يؤدي إلى استهلاك زائد للكهرباء يضعف التيار لدى السكان.

واشتكى سكان في ريف درعا من ضعف التيار الكهربائي خلال ساعات التشغيل، بالتزامن مع بدء عمل وحدات التبريد التي يُخزّن فيها الرمان، مطلع تشرين الأول الحالي.

وقالت “أم إيهاب” من سكان تل شهاب، لعنب بلدي، إن الكهرباء الواصلة إلى منزلها لا تتعدى 90 أمبيرًا، في حين تحتاج الغسالات الأوتوماتيكية إلى قدرة كهربائية تفوق 160 أمبيرًا.

وأضافت أن هذه الظاهرة في ضعف التيار جديدة، بدأ السكان يلاحظونها مطلع الشهر الحالي مع موسم تبريد الرمان، مشيرة إلى وجود العديد من وحدات التبريد في بلدة تل شهاب، التي يجب أن تُرخص وتعمل على محولات كهربائية خاصة، وليس على خطوط المحولات السكنية.

وأوضحت “أم إيهاب” أن المعدات الكهربائية لا تعمل في الوقت الحالي، إذ “تنتظر النساء ساعات تشغيل الكهرباء بفارغ الصبر للغسيل وتعبئة خزانات المياه، وشحن البطاريات، ولتأمين إنارة ليلية عبر اللدّات”.

تشغيل الكهرباء يوفر جزءًا من التكلفة

لم يعطِ مالكو وحدات التبريد أهمية لساعات تشغيل الكهرباء خلال سنوات التخزين الماضية، إذ لم يتجاوز سعر ليتر المازوت 1000 ليرة سورية، في حين وصل سعره في السوق المحلية لهذا الموسم إلى 4000 ليرة.

ولا يوجد دعم حكومي لوحدات التبريد الخاصة، وتحتاج مقطورة التبريد (الذنبة) إلى برميل مازوت حتى تأخذ درجة التبريد إلى بدايتها، وهي الدرجة 4%، كما تحتاج إلى ما يعادل 40 ليترًا بشكل يومي، في أثناء ساعات التشغيل.

ويحتاج مولد الكهرباء الذي يشغل وحدة التبريد على المازوت إلى خمسة ليترات في الساعة، أي ما يعادل نحو 20 ألف ليرة سورية، فهو يوفر خلال ساعات التشغيل في اليوم 50 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل مليونًا ونصف مليون ليرة سورية (نحو 434 دولارًا) في شهر التخزين.

“أبو محمد” (50 عامًا)، مالك لوحدة تخزين في بلدة تل شهاب، قال لعنب بلدي، إن “ساعات تشغيل الكهرباء توفر من تكلفة استخدام المازوت، وبالنهاية يُحسب هذا التوفير من ربحه بعد بيع المحصول”.

وأضاف “أبو محمد” أن أقصر مدة يخزّن فيها الرمان في وحدات التبريد هي ثلاثة أشهر، وقد تمتد لأكثر من خمسة أشهر.

وللتبريد في درعا طريقتان، الأولى تجري في وحدات تخزين، عبارة عن غرف معزولة مزوّدة بأجهزة تبريد، والثانية هي التخزين بالمقطورات أو ما يُعرف بـ”الذنبات”، وهي طريقة تُستخدم للتخزين السريع من شهر إلى ثلاثة أشهر.

ورغم تخوف مزارعي الرمان في درعا من تكلفة عالية للتخزين بسبب غلاء المحروقات، فإن الاعتماد ولو بشكل جزئي على كهرباء الأحياء السكنية يضعف من قوة التيار الكهربائي، ولكن لا يتمكن جميع مالكي وحدات التخزين من التشغيل على الكهرباء السكنية لضعف التيار، ويتحكم في ذلك البعد أو القرب من مركز التحويل الكهربائي.

عبد الحكيم تاجر يخزن 100 طن من الرمان، قال لعنب بلدي، إنه لا يستطيع تشغيل وحدات التبريد رغم وجود التيار الكهربائي، ويعتمد بشكل كلي على محرك الديزل.

وأضاف أن وحدات التبريد القريبة من مراكز التحويل تستفيد من التشغيل على الكهرباء، إذ يُوضع على كل “فاز” منظم يرفع قدرة الكهرباء لوحدات التخزين، لكن في نفس الوقت يضعفها عن بقية المنازل التي تُغذّى من نفس الخطوط الكهربائية.

ويخضع ريف درعا لتقنين كهربائي يصفه سكان المنطقة بـ”القاسي”، إذ يصل التيار الكهربائي للمنطقة مدة ساعة ونصف خلال النهار، وساعة ونصف خلال الليل فقط.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة