سنية وشرعية وتعدد زوجات

  • 2021/10/24
  • 10:52 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

أخبار الأسبوع الماضي تسرّ القلب، وتبهج الصديق، وتخوزق الأعداء، وتجبر العواذل على أن يفلفلوا، على حد تعبير موسيقار الأزمان فريد الأطرش.

فقد أُحدث، في مدينة اعزاز، مجلس للطائفة السنية. عدد كبير من الناشطين الثوريين المعادين لنظام الأسد كانوا يزعمون أن هناك مجلسًا للطائفة العلوية، وأن المجرم الأكبر حافظ الأسد كان لا يستطيع أن “يتفلحص” أمام قرارات ذلك المجلس، بل ينفذها بحذافيرها، صاغرًا، وأن الوريث المهزوز بشار الأسد سار على نهج والده في تنفيذ قرارات المجلس، وهناك معارضون للأسد من الطائفة العلوية نفوا وجود هذا المجلس، وقالوا إن حافظ الأسد طاغية كبير، لم يكن يكترث بأي هيئة، أو جهة، أو مؤسسة علنية، أو سرية، وأما مشايخ السنة فكانوا لا يقبلون بإطلاق صفة “الطائفة” على أهل السنة، فهم الأمة، وما عداهم طوائف، ولكن جماعة اعزاز ضربوا بكل هذه المعطيات عرض الحائط، ولم يكتفوا بإحداث مجلس للطائفة السنية، بل تعدوها إلى نشاطات أخرى.

من هذه النشاطات الغريبة، ظهور اسم جامعة، لا نعرف إن كان لها وجود حقيقي، أم أنها من “خَيْلات” زمن الفوضى الهدامة، هو “أجيال وتكنولوجيا”، فيها كلية اسمها كلية هندسة الطاقة المتجددة، أعلنت عن منحة للعام الدراسي 2021- 2022، تحمل اسم حارس المرمى الشهيد عبد الباسط الساروت، تضمّن الإعلان بين قوسين عبارة “حصري لأبناء الطائفة السنية”، وللعلم فإن الساروت كان ثائرًا صلبًا، بقي يقارع نظام الأسد حتى آخر يوم في حياته، ولكن شخصيته لا تصلح لأن تكون “أيقونة” للثورة، مثلما رأى بعض الثوار اليساريين، ومحسوبكم يعتقد، وقد يكون مخطئًا، أن الثورة السورية لم توجد فيها شخصية واحدة تستحق لقب الأيقونة.

لم يكن حكم حسني الزعيم (1949) شرعيًا، لأنه وثب إلى السلطة بانقلاب عسكري، ومثله حكم سامي الحناوي، وحكم أديب الشيشكلي، وكذلك انقلاب ضباط حلب الذين أزاحوا الشيشكلي 1954، والوحدة مع مصر 1958 غير شرعية هي الأخرى، فهي انقلاب نفذه ضباط تسللوا إلى القاهرة ليلًا، وقالوا لعبد الناصر تعال يا أسمر، يا حبيب الملايين، احكم بلدنا، ونحن مستعدون لقبول شروطك كلها، وانقلاب 1963 شرحه، غير شرعي، وحركة 23 من شباط 1966، وانقلاب الحركة التصحيحية 1970، وتوريث الفتى المهزوز في سنة 2000، ومع ذلك يعتبر الكثيرون من معارضي نظام الأسد اللجنةَ الدستورية خيانة للثورة، ولدماء الشهداء، لماذا؟ قال: لأنها ستعطي الشرعية لحكم بشار الأسد! شرعية أيش يا عين عمك؟ يعني بعد مليون قتيل، وتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، وسَرَحان ومَرَحان عشرات الدول والميليشيات، وحواجز التفتيش، واحتلال إدلب من قبل الرجل الغريب “الجولاني”، ونزول الشعب في مناطق النظام إلى تحت خط الجوع، واختلاف فقهاء تنظيم “القاعدة” فيما بينهم على عدد السنتمترات التي تفصل بين آخر ثنية من مانطو المرأة والأرض، وإحداث جمعية تعدد الزوجات، ما زلتم تتحدثون عن الشرعية؟

ملاحظة: هذا لا يعني أن محسوبكم مؤيد لوجود اللجنة الدستورية، أو غيرها من إبر المخدر التي يُحقن بها هذا الشعب الغلبان بين الحين والآخر.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي