أعلن السفير التركي لدى أبو ظبي، توجاي تونشير، عن حقبة جديدة في العلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، مشيدًا بنمو حركة التجارة بين البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، في 21 من تشرين الأول الحالي، عن تونشير قوله، إن مشاركة بلاده في معرض “إكسبو 2020 دبي”، “تجسّد حقبة جديدة من التعاون وتعزيز العلاقات مع دولة الإمارات”.
وأضاف، “هذا الحدث العالمي يمثّل فرصة لعرض مقومات اقتصاد تركيا المتنوع، الذي يشمل قطاعات عديدة منها السياحة والمجوهرات والتكنولوجيا والبناء”.
ولفت تونشير إلى أن حجم التجارة بين تركيا والإمارات بلغ 8.5 مليار دولار، مشيرًا إلى أن الأشهر الستة الأولى من العام الحالي شهدت نموًا في حركة التجارة يقارب الـ100%.
واعتبر المسؤول التركي أن “إكسبو 2020 دبي” سيسهم في تعزيز النمو التجاري، لا سيما مع تصدير المزيد من المواد الغذائية والأطعمة الجاهزة، والفواكه والخضراوات، إلى جانب مواد البناء.
كما أشار إلى ما يلعبه المعرض من دور في تعزيز نمو السياحة التركية، وهو قطاع مهم وحيوي للبلاد.
ويأتي التقارب التركي- الإماراتي عقب سنوات من الخلاف، إذ يقف البلدان على طرفي نقيض من قضايا إقليمية عدة.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، صرّح في آب الماضي، عقب لقائه مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، أن الإمارات ستجري قريبًا استثمارات كبيرة في تركيا، وأن أنقرة عقدت مع إدارة أبو ظبي خلال الأشهر الماضية مجموعة من اللقاءات، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف الرئيس التركي تعقيبًا على الخلاف التركي- الإماراتي، “مثل هذه التقلبات يمكن أن تحصل وحصلت بين الدول، وهنا أيضًا حدثت بعض المواقف المماثلة”.
كما بحث مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، في اتصال هاتفي، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشارت وكالة أنباء الإمارات (وام) إلى أن الزعيمين ناقشا خلال اتصالهما، “العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين”.
أسباب الخلاف
وتراجعت العلاقات بين البلدين بسبب المواقف المختلفة إزاء الأزمة المصرية وتداعياتها، حيث عارضت تركيا تسلّم السيسي للحكم، ودعمته الإمارات.
تُتهم الإمارات بدعم محاولة الانقلاب التركية عام 2016، مع تسريب سلسلة رسائل لسفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، في 2017، ما يضفي مصداقية على هذا الادعاء.
وخلال حصار قطر الذي فرضته كل من السعودية والبحرين ومصر والإمارات، في حزيران 2017، وانتهى رسميًا في كانون الثاني الماضي، بتوقيع “بيان العلا”، وقفت أنقرة إلى جانب الدوحة، ما أسفر عن تعزيز العلاقات بين الجانبين، وزيادة الشرخ في العلاقة مع الإمارات.
في آب 2017، اتهمت الإمارات العربية المتحدة تركيا بـ”السلوك الاستعماري والتنافسي” عن طريق “محاولة الحد من سيادة الدولة السورية” من خلال وجودها العسكري في سوريا.
واستمر تدهور العلاقات في أواخر 2017، بعد أن شارك وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، تغريدة تدعي أن تركيا سلبت المدينة المنورة خلال الحكم العثماني، ورد أردوغان من خلال وصف نهيان بـ”الرجل السفيه” الذي كان “مدللًا بالنفط”.
–