"ماما، أنا في المنزل"

أكبر محرمات موسكو.. فيلم روسي يتناول قضية المرتزقة في بؤر التوتر حول العالم

camera iconصورة من الفيلم الروسي"ماما، أنا في المنزل" (mubi)

tag icon ع ع ع

يتناول الفيلم الروسي الجديد “ماما، أنا في المنزل”، أحد أكبر المحرمات في البلاد، وهو دور المرتزقة الروس في بؤر التوتر حول العالم، ولا سيما شركة “فاغنر” العسكرية.

ويتحدث عن الحصيلة المأساوية التي تلحق بأفراد عائلة الجنود غير المعترف بهم، والذين يموتون في القتال في كثير من الأحيان.

فيلم “ماما، أنا في المنزل”، من إنتاج ألكسندر رودنيانسكي، المشهور بفيلم “Leviathan and Loveless”، وبطولة كيسينا رابوبور ويوري بوريسوف وإيكاترينا شوماكوفا وإخراج فلاديمير بيتوكوف في ثاني أفلامه الروائية الطويلة.

يتناول الفيلم الروسي، بحسب ما رصدته عنب بلدي، معاناة الأسر الروسية من فقد أبنائها في حروب خارجية لا طائل منها، ومدته 104 دقائق.

ويحكي الفيلم قصة تونيا، وهي أم تعيش في بلدة صغيرة بروسيا مع ابنتها الكبيرة وحفيدها الصغير، وتعمل سائقة حافلة.

وتنتظر تونيا عودة ابنها الصغير (18 سنة)، بعدما سافر إلى سوريا منضمًا إلى شركة أمن خاصة، يأتيها خبر مقتله في هجوم مسلح مع عدم التمكن من استعادة جثمانه الذي تحول إلى أشلاء.

وتطرق تونيا كل الأبواب للبحث عن ابنها وإعادته إلى الوطن، وترفض تصديق خبر وفاته، بالتزامن مع زيارة مرتقبة لمسؤول كبير من موسكو إلى البلدة، ومحاولة المسؤولين المحليين التكتم على قصة الابن، وإقناع الأم بقبول التعويض المالي وعدم إثارة الأمر.

لكن الأم تختار التصعيد وتحاول جذب وسائل الإعلام لمشكلتها، لتعود إلى المنزل ذات يوم فتجد شابًا لا تعرفه في عمر ابنها ينتحل شخصيته، ويقدم كل الأوراق الثبوتية الداعمة لزعمه.

ويحاول الابن المزعوم، المدفوع من المسؤولين المحليين، السيطرة على الأم وابنتها ووقف حركتهما، متّبعًا في ذلك كل الوسائل الممكنة حتى العنف لمنعهما من مغادرة المنزل.

من جانب آخر، تقوم السلطة المحلية بفصل الأم من العمل لتضييق الدائرة عليها ومحاصرتها.

وتبقى تونيا مصرة على كشف حقيقة مصير ابنها، وتقاوم بقوة لفرض الأمر الواقع، ليستسلم الابن المزعوم، ويتحول من حارس يعرقل حركتها إلى ابن حقيقي يساعدها على إيصال صوتها إلى أبعد مدى.

ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية حديث المخرج رودنيانسكي أن قصة الفيلم لم تكن لتنجح إذا أظهر مقتل جندي روسي نظامي في سوريا، لأن السلطات كانت ستضطر إلى مساعدة الأم، إذ “سيكون ذلك مسؤوليتها”.

وقال، بحسب ما ترجمته عنب بلدي، إن “الجميع يعرف أن مجموعات المرتزقة موجودة، فهي سر مكشوف، ومع ذلك لم يتم التعرف عليهم، ما يترك البطلة (الأم) تقاتل بمفردها”.

وعلى الرغم من التقارير التي تتحدث عن مئات المرتزقة في الخارج، فإن الكثير من الأعمال الداخلية، فضلًا عن النطاق الجغرافي، للشركات العسكرية الروسية الخاصة لا تزال محاطة بالسرية.

نادرًا ما يجري الجنود المرتزقة السابقون والحاليون مقابلات، ويتقاضى أفراد عائلة المتوفى، مثل تونيا في الفيلم، حوالي 60 ألف جنيه إسترليني، ويُطلب منهم عدم الاتصال بوسائل الإعلام.

وأضافت الصحيفة أن كثيرًا ما يتعرض الصحفيون الروس الذين يكتبون عن الشركات العسكرية الخاصة للتهديد أو المضايقة أو المقاضاة.

صورة لغلاف كتاب مارات جابيدولين المقاتل بشركة "فاغنر" العسكرية الخاصة- 4 كانون الأول 2020 (Meduza)

في عام 2018، تعرض ثلاثة صحفيين روس لكمين وقُتلوا في جمهورية إفريقيا الوسطى، في أثناء قيامهم بالتحقيق في أنشطة “فاغنر” في البلاد، بحسب الصحيفة.

وعُرض الفيلم للمرة الأولى عالميًا، في أيلول الماضي، في قسم “آفاق أرحب” في مهرجان البندقية، ولم يحدد موعد عرضه في روسيا.

ومن أبرز الشركات العسكرية الروسية الخاصة، شركة “فاغنر” (PMC)، التي تدعم النظام السوري ويقاتل مجندوها في سوريا، وفي مختلف مناطق التوتر في العالم.

وتعود شركة “فاغنر” العسكرية لشخصية مقربة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هو رجل الأعمال يفغيني بريغوزين، المعروف بـ”طباخ بوتين”، المتعاقد مع النظام السوري للسيطرة وحماية حقول النفط في سوريا، وأيضًا هو مدرج على لائحة العقوبات الأمريكية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة