“تضاعف سعر طبق البيض بفترة قصيرة بشكل لا يتناسب مع دخلنا المحدود، ولا حلول تخفف من أثر هذا الغلاء على حياتنا اليومية”، هذا ما قاله عبدالله معلقًا على غلاء أسعار البيض في شمال غربي سوريا.
عبدالله الطويل، مهجر من الغوطة الشرقية يعيش في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إنه خلال حصار الغوطة استمر في تربية الدجاج وبقي البيض متوافرًا في منزله بشكلٍ أفضل مما هو عليه اليوم في الشمال السوري إثر الأسعار “الخيالية” للبيض.
تجاوز سعر صحن البيض الذي يزن نحو كيلوجرامين، حتى 19 من تشرين الأول، 32 ليرة تركية في أسواق شمال غربي سوريا، أي ما يعادل نحو ثلاثة دولارات.
وبرر غسان، وهو تاجر بيض صاحب مدجنة في المنطقة، غلاء أسعار البيض بانخفاض نسبة تربية الدجاج المنتج للبيض، مضيفًا أن عددًا كبيرًا من المزارعين ترك تربية الدجاج المنتج للبيض إثر الخسارات الكبيرة في السنوات السابقة.
تكلفة صحن البيض تزايدت بشكلٍ متواصل حتى بلغت اليوم نحو 20 ليرة تركية نتيجة غلاء أسعار العلف في المنطقة، بحسب ما قاله غسان.
وأوضح إسماعيل، وهو أحد أصحاب المداجن، أن عدد الطيور المنتجة في إدلب كان نحو 400 ألف دجاجة، وانخفض خلال هذا العام ليصل إلى 40 ألف دجاجة، إثر العجز عن تأمين العلف الكافي.
وأضاف أن تكلفة الإنتاج المرتفعة في المنطقة وضعت المزارعين في حالة حرجة، بحسب تعبيره.
وبحسب مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد والموارد، حمدو الجاسم، يتوازن إنتاج البيض البالغ 16 ألف طبق يوميًا مع الاستهلاك في المناطق التابعة للـ”إنقاذ” الذي يصل إلى نحو 15 ألف صحن يوميًا.
وقال الجاسم، في حديثه لعنب بلدي، إن تكلفة الإنتاج ارتفعت نحو 30% عن العام الماضي إثر ارتفاع أسعار المواد الأولية للعلف كالذرة والصويا.
وأضاف الجاسم أن انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة دور أساسي بالتأثير على كافة الأسعار في المنطقة بما فيها البيض.
وشهدت الليرة التركية مؤخرًا انخفاضًا كبيرًا أمام الدولار الأمريكي، إذ سجل الدولار اليوم، الجمعة 22 من تشرين الأول، 9.6 ليرة، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات.
وتخطط الوزارة لدعم خط إنتاج البيض في المنطقة من خلال زيادة أعداد الدجاج المنتج للبيض بنحو 180 ألف دجاجة في الأشهر المقبلة، ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج المحلي عن ثلاثة آلاف و500 طبق يوميًا، وفقًا للأحمد.
ويعاني الناس في الشمال السوري من تردي الأوضاع المعيشية، والعجز عن تأمين مستلزماتهم اليومية إثر قلة الموارد وارتفاع الأسعار.
وأظهر تقرير صدر في 14 من أيلول الماضي عن “برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية” (HNAP) بالاشتراك مع ” الأمم المتحدة للتنمية”، ومجموعة التعافي المبكر وسبل العيش في شمال غربي سوريا، حجم “الحرمان الاقتصادي” الذي يعيشه الناس في سوريا.
ويعاني 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، ويواجهون صعوبة في الحصول على وجبتهم الأساسية، بحسب بيانات برنامج الغذاء العالمي، ويشكّل هذا العدد ما يقارب 60% من سكان البلاد.
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في إدلب أنس الخولي.