لمصابات السمنة المفرطة تحت جلد الأرداف والساقين.. انتبهي لـ “اللبيديما”
“تفاقمت معاناتي إثر جهل الناس بهذا المرض، فمن النادر العثور على شخص يعرفه في مجتمعنا العربي، وغالبًا ما يعتبره الناس سمنة مفرطة أو مرضًا مرتبطًا بالتغييرات الهرمونية عند النساء”. تقول دانية، إحدى المصابات بمرض “اللبيديما” (الوذمة الشحمية).
وتعرَّف “اللبيديما” بأنها اضطراب نسبة الشحوم في الدم، وغالبًا ما تصيب النساء إثر توزع الدهون بشكل غير منتظم تحت تحت جلد الأرداف والساقين، بحسب ما قاله طبيب السكر والغدد الصماء، أحمد خربطلي في حديثه لعنب بلدي.
مرض عضوي أم مشاكل تجميلية؟
تأخرت دانية (29 عامًا) باكتشاف مرضها، بسبب العبارة التي ظلَّت تتكرر على مسامعها “طبيعة جسمك تقبليها”، ونظرات المجتمع والأشخاص من حولها، التي اعتبرت المرض سمنة مفرطة، أو مشكلة تجميلية يمكن التغاضي عنها.
وقالت دانية، إن المشكلة لم تكن بتقبل جسمها الخارجي، مشيرةً إلى أن إهمال الآلام التي تعيشها النساء المصابات بهذا المرض هو مؤشر لعدم تقدير أو تقبل أجسامهن.
وأوضح خربطلي أن مشاكل المرض لا تقتصر على الشكل الخارجي للجسم، إذ إن الأعراض التجميلية للمرض يرافقها آلام شديدة في النصف السفلي للجسم، ومع سهولة ظهور الكدمات تدوم لفترات طويلة.
وفي حال إهمال العلاج قد يتطور المرض وتتسبب الخلايا الدهنية المتراكمة بانسدادات في أوعية الجهاز اللمفاوي، إلى جانب الالتهابات وتأخر التئام الجروح، وفق ما قاله الطبيب.
تشخيص خاطئ.. وأسباب غير معروفة
أرجع خربطلي قلة الوعي بالمرض، إلى أنه ما زال يُعامل كمشكلة تجميلية ليست أولوية بالنسبة للأطباء، مضيفًا أن التخصص الطبي المسؤول عن التعامل مع المرض لم يحدد بشكل واضح، لأنه مزيج من المشاكل التجميلية والجراحية والجلدية.
تُرجِّح الكثير من الآراء الطبية وجود علاقة بين المرض والهرمونات الأنثوية، إذ إن النسبة الأكبر من المصابين هم من النساء، وترتبط أعراضه بسن البلوغ عند النساء والحمل وبعض الجراحات النسائية.
كما يربط الأطباء المرض بالجينات الوراثية، إلّا أنه لا يوجد دليل قاطع على أنه مرض وراثي، وفق خربطلي.
شخّص الآلام التي عاشتها دانية على أنها التهاب أعصاب، أو فتق، أو تغييرات هرمونية مرتبطة بالدورة الشهرية، أو سمنة تُعالج بنظام غذائي وممارسة الرياضة، لكن استمرار الآلام وعدم استجابة جسمها للأدوية والأنظمة الغذائية والرياضية، كان مؤشرًا على وجود خطأ بالتشخيص، على حدّ تعبيرها.
“التوعية جزء من العلاج”
استطاعت دانية بعد تلقي التشخيص الصحيح لحالتها، توجيه العديد من النساء عبر حسابها الشخص على “أنستجرام” إلى حقيقة الأعرض التي تصيبهن، والمراجع القليلة التي يمكن أن يتعرفن من خلالها على حقيقة المرض.
قالت دانية، إن العديد من السيدات أخبرنها عن تجاربهن المشابهة، والكثير منهن لم يعرفن أنهن يواجهن اللبيديما، إلى أن اطلعن على تجارب سيدات أخريات.
يتأثر المرض بشكل كبير بالنظام الغذائي، وهذا ما جعل مراقبة نوعية الطعام التي تتناولها دانيا أولوية في حياتها، بحسب قولها.
وفي الحديث عن طرق علاج المرض المثبت تأثيرها اليوم، قال خربطلي، إن التصريف اللمفاوي اليدوي وهو شكل من أشكال التدليك يستخدم حركات ضخ و ضغط بسيطة ومنتظمة، لتحفيز تدفق السائل اللمفاوي حول المناطق المسدودة، مشيرًا إلى أن الدوران اللمفاوي يخفف الألم ويمنع تفاقم الأعراض.
وأضاف أنه من الممكن أن يساهم شفط الدهون بعلاج الوذمة الشحمية، وتخفيف الضغط على الأوعية اللمفاوية.
وشددت دانية على أهمية نشر الوعي بالمرض على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرًة هذه الطريقة الأفضل للوصول لأكبر عدد من النساء المصابات، مشيرةً إلى أنه جزء من العلاج.
وقالت “هيئة الخدمات الصحية” (NHS) التابعة لبريطانيا، إن علاج المرض بشكل كامل ما زال غير معروف، ولكن هناك أشياء يمكن أن تساعد في منع تدهور الحالة الصحية، مشيرةً إلى أن العلاج يعتمد على مدى شدة الأعراض وتأثيرها على المريض.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :