انسجام روسي- تركي حول ضرورة إعادة هيكلة مجلس الأمن
أبدى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تأييده لتصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي انتقد خلالها النظام العالمي القائم منذ الحرب العالمية الأولى، والذي أُرسيت دعائمه بعد الحرب العالمية الثانية.
واعتبر لافروف خلال تصريح صحفي بعد اجتماع لنادي “فالداي” الدولي في مدينة سوتشي الروسية، أن هناك حاجة لتكييف الأمم المتحدة ومجلس الأمن مع الحقائق الجديدة في العالم الحالي.
وقال لافروف تعقيبًا على تصريحات الرئيس التركي، إن أردوغان يتحدث بصراحة عن كل المشكلات، وإن مجلس الأمن الدولي يجب أن ينظر في كل القضايا الدولية التي تتولى إدارتها خمس دول تقع على عاتقها مسؤولية الأوضاع الحالية في العالم.
وطوال أكثر من 70 عامًا، تسنى لمجلس الأمن التعامل مع هذه القضايا، بحسب لافروف، الذي أوضح ضرورة تمثيل الدول الآسيوية والإفريقية في مجلس الأمن.
ويتألف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة من خمس دول دائمة العضوية، تتمتع بحق النقض، وهي فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والمملكة المتحدة.
ويضم أيضًا عشرة بلدان أعضاء تنتخبها الجمعية العامة للأمم المتحدة لولايةٍ مدتها سنتين.
ومن بين الـ 15 دولة في الولاية الحالية (دائمة العضوية وغير دائمة العضوية) توجد ست دول أوروبية.
وكان الرئيس التركي قال خلال رسالة مرئية أرسلها إلى منتدى “TRT WORLD 2021″، إن النظام العالمي الحالي لم يتمخض لفترة طويلة عن العدالة والاستقرار.
كما شدد على أن النظام الذي لا حق فيه للعالم الإسلامي بالتعبير، ولا يأخذ بالحسبان مطالب إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا، ويراعي فقط مصالح الدول الخمس التي منحها القوة، لا يمكن أن يستمر بهيكليته الحالية.
وبيّن أردوغان أنه “لم يعد بالإمكان تجاهل الحاجة إلى الإصلاح في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى”، لافتًا إلى أن بلاده قدمت مقترحًا ملموسًا حول هذا الأمر قبل مدة إلى العالم بأسره عبر مقولة “من الممكن إنشاء عالم أكثر عدلًا”.
Cumhurbaşkanı @RTErdogan’ın, TRT World Forum’un açılışına gönderdiği video mesaj pic.twitter.com/iNFSgPeGkz
— T.C. Cumhurbaşkanlığı (@tcbestepe) October 19, 2021
وأشار إلى عزم بلاده خوض ما وصفه بـ”النضال نيابة عن المظلومين”، حتى يجري إنشاء نظام عالمي جديد يقدم العدل والإنصاف، ويكون فيه صاحب الحق قويًا، لا القوي صاحب الحق.
كما تحدث عن تقديم أنقرة نموذجًا مبدئيًا وشاملًا قابلًا للتطبيق، من أجل أمم متحدة يجري بها ضمان التمثيل العادل وإلغاء امتياز حق النقض (الفيتو).
ويؤكد الرئيس التركي بشكل متكرر وفي أكثر من مناسبة، أن العالم يتسع إلى أكثر من خمس دول، في إشارة إلى الدول التي تمتلك حق النقض في مجلس الأمن.
وكان أردوغان أصدر مؤخرًا كتابًا بعنوان “عالم أكثر عدلًا أمر ممكن”، وركز خلاله على أن مشكلات اليوم لا يمكن حلها من خلال مؤسسات تتشكّل وفقًا لاحتياجات الماضي، معتبرًا هذه المؤسسات والعقلية سببًا في إنتاج مشكلات جديدة.
وعبّر أردوغان خلال كتابه عن الحاجة إلى نظام عالمي جديد يمنح الثقة والأمل من أجل الوصول إلى عالم أكثر عدلًا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :