أعادت “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين” التابعة للأمم المتحدة طرح قضية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وناقش المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، مع وزير الإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، القضايا المتعلقة بعودة اللاجئين، وكيفية معالجة مخاوفهم من العودة، وفق تقرير نشره الموقع الرسمي للمفوضية، في 18 من تشرين الأول الحالي.
كما أجرى جراندي اجتماعًا مع نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، لمناقشة آخر تطورات الملف السوري، ودراسة طرق تعزيز عودة اللاجئين السوريين، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية الاثنين الماضي.
وقال جراندي، إن التواصل مع الحكومة السورية ضروري لتسليط الضوء على مخاوف اللاجئين، مثل سلامتهم وحقوق الملكية وسبل عيشهم، وأضاف أنهم مواطنون سوريون، وضمان أمانهم من مسؤوليات الحكومة.
وحمّل المجتمع الدولي مسؤولية تأمين الموارد التي يحتاج إليها الناس ليتمكنوا من إصلاح منازلهم المتضررة، والحصول على المياه، والرعاية الصحية، وإرسال أطفالهم إلى المدرسة، مؤكدًا أن للمجتمع الدولي دورًا أساسيًا في ضمان سلامة اللاجئين.
وخلال زيارة إلى سوريا، استمرت يومين وانتهت الأحد الماضي، التقى جراندي ببعض العائلات السورية التي عادت إلى حمص بعد سنوات من النزوح أو اللجوء، لمعرفة الصعوبات التي واجهوها بعد عودتهم، إذ إن العائلات ما زالت بحاجة إلى الماء والكهرباء، والمدارس والمستشفيات، بالإضافة إلى تأمين طرق لكسب العيش.
وحثّت المفوضية على توسيع نطاق المساعدات الإنسانية في البلاد، بما في ذلك المساعدات المقدمة للأشخاص الذين اختاروا العودة إلى ديارهم بعد أعوام من النزوح داخل بلدهم وخارجها.
وتعمل المفوضية على المساعدة في معالجة مخاوف اللاجئين والنازحين داخليًا الذين يفكرون في العودة، إلى جانب تأمين الدعم الإنساني للعائلات التي عادت إلى مناطقها، كما توفر الحماية والمساعدة للاجئين والنازحين والعائدين وعديمي الجنسية بناء على الاحتياجات المحددة ونقاط الضعف.
اضطر أكثر من 13 مليون سوري للنزوح خلال السنوات العشر الماضية، نحو 6.7 مليون منهم داخل البلاد، و5.5 مليون شخص تستضيفهم خمس من دول الجوار في المنطقة، وفق التقرير.
جاء ذلك بعد إصدار العديد من التقارير الأممية التي أكدت أن سوريا غير آمنة، كما حذّرت من عودة اللاجئين السوريين في هذه الظروف، أبرزها تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية، في 7 من أيلول الماضي، بعنوان “أنت ذاهب للموت“، وثّق انتهاكات ارتكبها ضباط المخابرات السورية بحق 66 عائدًا، بينهم 13 طفلًا بين منتصف 2017 وربيع 2021.
كما أعلنت “لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا”، أن الحرب في سوريا ما زالت مستمرة، ومن غير المناسب عودة اللاجئين إليها، وفق بيان أصدرته في 23 من أيلول الماضي.
–