قال مدرب المنتخب السوري نزار محروس (58 عامًا)، إنه لم يستطع رفض طلب اتحاد لكرة القدم بتدريب المنتخب، بعد تجارب عديدة لم يتمكّن الطرفان من التوافق خلالها.
هذا ما دفع محروس لقبول التدريب، خوفًا من أن يصبح “الطرف الرافض”، وفق تصريحات لمحروس ضمن برنامج “صدى الملاعب” نشرتها قناة “MBC”، في 14 من تشرين الأول الحالي.
وكان محروس تسلّم قيادة المنتخب في تموز الماضي، في مرحلة شابتها التخبطات الإدارية، مع رحيل المدرب التونسي نبيل معلول.
ويتعرض المنتخب لانتقادات واسعة من جمهور المعارضة السورية، الذين يعتبرونه أداة بيد النظام السوري، خاصة مع استعراض عدد من لاعبيه مواقفهم السياسية بشكل صريح، واستقبال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، المنتخب في عام 2017.
ظروف صعبة وغياب المنظومة الفكرية
أكد محروس أنه يدرك صعوبة مهمته، قبل وبعد موافقته على قبول المنصب، خلفًا للتونسي نبيل معلول.
وأضاف محروس أنه يعمل في ظروف صعبة، من عدم التحاق لاعبين، وإصابة آخرين، وتأخر وصول البعض عن التمارين، والتحاق متأخر من البعض قبل المباراة بيوم أو يومين، وصعوبات السفر والتنقل، وعدم تأمين تكاليف السفر الخاصة للمنتخب.
وعزا السبب الرئيس في هذه الحالة إلى غياب المنظومة الفكرية للرياضة السورية، معتبرًا أن من المستحيل بناء منتخب قوي ومنظومة دفاعية وهجومية خلال أيام “فيفا” (أيام التوقف الدولي في المونديال).
وكان المنتخب خسر مباراته الماضية، في 13 من تشرين الأول الحالي، أمام نظيره اللبناني (2-3) ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022.
واحتل المركز الأخير في المجموعة الأولى من الدور الحاسم بالتصفيات بنقطة واحدة، بينما تصدّر المنتخب الإيراني الترتيب بعشر نقاط، تلاه منتخب كوريا الجنوبية بثماني نقاط، ثم منتخب لبنان بخمس نقاط، ومنتخبا الإمارات والعراق بثلاث نقاط لكل منهما.
حمّل محروس مسؤولية الخسارة للجميع، وقال إن من الواجب أن يتحلى الإنسان بالمنطق عند الخسارة، لكنه أردف أن الجهد المبذول من الاتحاد الرياضي العام كبير، وكذلك اتحاد الكرة المستقيل مؤخرًا.
ولا يتوافق الحديث عن الجهد مع موقف جمهور المنتخب الذي يحمّل “منظومة الفساد السورية” في الاتحاد العام واتحاد الكرة، مسؤولية الإجراءات الإدارية المتخبطة والتعيينات بـ”الواسطة”.
عقب الخسارة مع لبنان، قدم رئيس وأعضاء الاتحاد السوري لكرة القدم استقالاتهم رسميًا، بعد النتائج “السلبية” للمنتخب الأول لكرة القدم، ولا سيما أمام المنتخب اللبناني في إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2022، التيّ حل المنتخب فيها بالمركز الأخير.
وقال رئيس الاتحاد، العميد حاتم الغايب، في تصريح صحفي نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، في 14 من تشرين الأول الحالي، إنه “نظرًا إلى النتائج غير الملبية لطموحنا وطموح الجماهير السورية المحبة والعاشقة لكرة القدم، وبعيدًا عن الجدل، تقدمت باستقالتي من رئاسة الاتحاد العربي السوري لكرة القدم، متمنيًا التوفيق والنجاح لكل من يخدم الكرة السورية”.
محروس ليس نادمًا لكن التفكير بالاستقالة وارد
وقال محروس، إنه ليس نادمًا على قيادة المنتخب، معتبرًا أنه يحمل “تركة صعبة”، وأعرب عن رضاه عن عمله بنسبة 70%، لكنه يتعرض لحرب وتجييش سببها الأطماع لأخذ مكانه، على حد تعبيره.
وتحدث عن خوض مباراة لبنان بأفضل تشكيل وأفضل سيناريو، لكن الخسارة لم يتقبلها الكثير، مشيرًا إلى أن “ألمانيا خسرت أمام مقدونيا الشمالية”.
وأوضح أن الأمل بالنتائج الإيجابية قائم، بشرط أن يتحسن المناخ المحيط بالمنتخب.
وأكمل أن إيران وكوريا الجنوبية طريقهما مفتوح، والفارق النقطي بين المنتخبات العربية الأربعة متقارب، ولم ينتهِ أي شيء، وهناك ست جولات باقية، والتنافس على المركز الثالث مستمر.
وعن التفكير بالاستقالة، أجاب محروس أنه أمر طبيعي ووارد، إذا كان المناخ المحيط بالمنتخب غير مساعد، مطالبًا بوجود دعم بنّاء.
الآغا يفضح واقع الكرة السورية
وردّ مذيع برنامج “صدى الملاعب” مصطفى الآغا تعقيبًا على كلام محروس، أنه يسمع بحجة الظروف منذ 41 عامًا، وأن المنتخب السوري سابقًا حقق بطولات بمدرب راتبه 100 دولار، مشيرًا إلى المدرب إبراهيمووف.
وتحدث الآغا عن أن اللباس الرياضي كان “عهدة” في تلك الأيام، من دون وجود بدل ثانٍ لزي اللاعبين، مؤكدًا أنه لا يوجد اهتمام، لكن هذا لا يمنع وجود لعب تنافسي، والأحداث القائمة الآن ليست عذرًا.
ووجه الآغا رسالة إلى القيادة من أعلى الهرم إلى أصغره، على حد تعبيره، قائلًا، “إذا كانت كرة القدم تستحق فأوجدوا الحلول، وإذا كانت لا تستحق، فانسوا التأهل إلى كأس العالم، وامرحوا بين بعضكم”.
من هو نزار محروس
اختير محروس أفضل مدرب بتاريخ بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، بحسب استفتاء أجراه موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في نيسان الماضي.
ويعتبر نزار محروس لاعب النخبة والحقبة الذهبية في تاريخ الأندية الدمشقية والمنتخب السوري في فترة الثمانينيات والتسعينيات.
وترك بصمة واضحة خلال مشاركته في صفوف المنتخب والأندية التي لعب لمصلحتها، قبل أن يسطع نجمه في التدريب المحلي والعربي، ما رشحه لقيادة المنتخب السوري عام 2014.
وأحرز المدرب لقب كأس الاتحاد الآسيوي في موسم 2007 والوصافة في 2012، ويعتبر من أبرز المدربين السوريين الذين عملوا في التدريب خارج سوريا.
مارس التحليل الفني في العديد من القنوات الرياضية، مثل “الجزيرة الرياضية” و”الكأس الرياضية”، وقنوات “أوربيت” و”أبو ظبي” الرياضية.
وفي كانون الثاني 2019، انتقد محروس إدارة المنتخب، معتبرًا أنها السبب في فشل المنتخب السوري في كأس الأمم الآسيوية.
وعُيّن، في 7 من تموز الماضي، مديرًا فنيًا لمنتخب الرجال، حسب بيان صدر عن مجلس إدارة الاتحاد العربي السوري لكرة القدم.
–