أثار حفل فني للمغني الشعبي السوري ”علي الديك”، أقيم في مدينة درعا، موجة سخط واستهجان لدى أبناء المحافظة، احتجاجًا على طبيعة الحفل وتوقيته، وعلى المغني “الديك” شخصيًا”.
الحفل الذي أقيم على أرضية الملعب القديم في مدينة درعا، مساء أمس الثلاثاء 12 من تشرين الأول، انتهى باشتباك بالأيدي، ومغادرة المغني الشعبي “الدّيك” مبكرًا قبل موعد انتهاء الحفل.
وتطلب إخراج “الديك” من المكان، عددًا كبيرًا من عناصر الحراسة الأمنية، حسب شهود عيان وفيديوهات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي.
رافق “علي الديك” في الحفل، الممثل فادي صبيح، والذي عُرف أيضًا بولائه للنظام السوري.
قامت بتنظيم الحفل جهة تدعى، الجمعية السورية لدعم أسر الشهداء (تموز)، وهي جمعية داعمة لأسر قتلى القوات الحكومية في درعا.
وذكرت الصفحات المحلية أن مناسبة الحفل، هي عودة ما وصفته بـ”الأمن والأمان والاستقرار لمحافظة درعا ودخول بلدات وقرى حوران في التسوية، وتتويج هذه التسويات بحفل فني كبير”، كما أبرزت اسم شخص يدعى مازن حميدي، وهو من أبناء درعا، ولعب دورًا في التسويات، وإقامة الحفل.
وأُقيم الحفل في وقت تشهد فيه المدينة نقصًا حادًّا في الخدمات الأساسية، وانقطاعًا مستمرًّا للكهرباء، فضلاً عن الأوضاع الأمنية التي تشهدها المحافظة بالتزامن مع تطبيق بنود الاتفاق في ريف درعا الشرقي.
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن درعا اليوم بحاجة لأشياء أهم بكثير من الحفلات التي لا جدوى منها، وأن التكاليف التي دُفعت لأجل الحفل، كان من الأفضل أن تُدفع لتأمين مستلزمات أناس هم بحاجة لأبسط مقومات الحياة.
كما أثار الحفل موجةً من الاستياء على مواقع التواصل، إذ رأى البعض أن الحفل جاء لـ “تلميع صورة النظام”، واعتبروا أنها “إهانة لدماء القتلى”.
وتداول البعض عبارات ساخرة منها، “درعا بحاجة لديك، وليس لصوت علي الديك”، و”الطبل والزمر ما بطعمي خبز ولا يدفي من البرد”.
الحفل يعقب تصعيدًا عسكريًا وتوترات أمنية شهدتها محافظة درعا، إذ فرضت قوات النظام حصارًا عسكريًا على مدينة درعا البلد.
بالإضافة إلى تعزيزات عسكرية بمحيط المدينة ومحيط بلدة اليادودة، ما أسفر عن اشتباكات ومحاولات اقتحام للمدينة من قبل قوات النظام استمرت أكثر من شهرين، انتهت باتفاق مطلع أيلول الماضي.
رسائل النظام السوري عبر المطربين
وعمل النظام السوري على مدى سنوات على تنظيم العديد مما يُسمى بـ”الحفلات الوطنية” و” الفعاليات الشعبية”، مستخدمًا كل الوسائل ليثبت للعالم أن سوريا ما تزال اَمنة، وأن الأوضاع جيدة.
وسبق أن أُقيمت حفلات عديدة لمطربين مقربين من النظام السوري، في أغلب المدن التى يسيطر عليها، ولاسيما في مدينتي اللاذقية وحمص.
واشتهر علي الديك بمواقفه الموالية للنظام السوري، في حين تصفه مواقع المعارضة ب”الشبيح”، إذ سبق وأن هاجم العديد من الفنانين السوريين والعرب، بسبب معارضتهم أو انتقادهم النظام، جراء المجازر التي يرتكبها بحق الشعب السوري.
وكانت صحيفة “Gazeteduvar” التركية قد نقلت، في 6 من آب الماضي، أن تحقيقًا فُتح بحق علي الديك، للفظه عبارة “أين أردوغان” خلال حفل زفاف أحياه في مدينة سامنداغ بولاية هاتاي، جنوبي البلاد.
وقالت الصحيفة، إن مزاعم اعتبرت عبارة علي الديك “نحن هنا، أين أردوغان”، هي إشارة إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وتزامن دخوله إلى تركيا مع تصاعد في الخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين، من قبل أكبر الأحزاب التركية المعارضة حزب “الشعب الجمهوري”، وناشطين أتراك على مواقع التواصل الاجتماعي.