بشكل أسبوعي، يتوجه فارس (49 عامًا) إلى حقول النفط الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، ليملأ صهريجه ويعود به إلى مصفاة “بانياس”، وأحيانًا يأتي بصهاريج المحروقات ليدخل بها إلى مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” بحلب وريفها الشمالي، وذلك عقب الاتفاق الذي جرى بين النظام و”الإدارة”، وكان وسيطه عضو مجلس الشعب ورجل الأعمال حسام القاطرجي.
وقال فارس (تحفظت عنب بلدي على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية) لعنب بلدي، إنه لم يعد يتعرض لمضايقات من قبل عناصر “الفرقة الرابعة”، الذين يطلبون الحصول على المازوت أو البنزين خلال مرور الصهاريج من حواجزهم المنتشرة على طول الطرقات التي تربط مناطق “الإدارة الذاتية” بمناطق سيطرة النظام.
“منذ إبرام الاتفاق بين الطرفين، لم تحدث إشكاليات أو إجبار لسائقي الصهاريج على تفريغ كميات من المحروقات لعناصر (الفرقة الرابعة)”، أضاف فارس، ففي حال عدم السماح للسائقين بالمرور، يتدخل عناصر “الترفيق” لإطلاق سراح الصهاريج التي يوقفها عناصر “الفرقة الرابعة”.
وبحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في مدينة حلب، شجع الاتفاق سائقي الصهاريج على العودة إلى العمل، كما مُنحوا بموجبه بطاقات من أجل عدم اعتقالهم من أي طرف في حال حدوث توترات بين النظام وميليشياته من جهة و”الإدارة الذاتية” من جهة أخرى.
اقرأ أيضًا: نصف مليون كل ثلاث ساعات.. ابتزاز على الحواجز الأمنية في حلب لكسب المال
ما بنود الاتفاق؟
شهدت الفترة الماضية توقفًا لحركة الصهاريج التي تنقل النفط من مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” إلى مناطق سيطرة النظام، وذلك بسبب الالتزامات المالية المترتبة على النظام، ما دفع القاطرجي للتدخل والتوسط بين الطرفين.
عنب بلدي علمت من مصادر متقاطعة أن الاتفاق الذي ضمنه القاطرجي لـ”الإدارة الذاتية”، يقضي بنقل 500 صهريج من المحروقات بشكل أسبوعي من مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا إلى النظام، وإرسال 100 صهريج إلى المناطق الخاضعة لنفوذها في مدينة حلب وريف حلب الشمالي (الشيخ مقصود والمناطق المحيطة به).
وضمن القاطرجي ألا يتم المساس بالصهاريج التي ستذهب إلى مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” بحلب وريفها.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها عنب بلدي، تعهد القاطرجي بدفع المستحقات المالية المتراكمة على النظام من الفترة الماضية، مع فوترة ما يأخذه من النفط من مناطق “الإدارة الذاتية”.
كما بيّن أنه غير معنيّ بتواصل أحد غيره من أجل شراء النفط من مناطق “الإدارة” ونقله إلى مناطق سيطرة النظام، وبذلك يضمن أنه الوحيد الذي ينقل كميات كبيرة من النفط لتكريرها في مصافي النظام.
وطلبت “الإدارة” من القاطرجي ضمان وصول المحروقات إلى مناطق سيطرتها بحلب وريفها، وتحمّل المسؤولية في حال إيقاف الصهاريج الداخلة إلى مناطق سيطرتها من قبل “الفرقة الرابعة”، إذ إنها لن تتدخل بإطلاق سراح السائقين والصهاريج، ما دفع القاطرجي لنقل المحروقات بالصهاريج الخاصة به.
وتتوفر المحروقات في الأحياء الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” في مدينة حلب بكميات كبيرة تغطي حاجة الأسواق، في الوقت الذي تعاني فيه مناطق سيطرة النظام من عدم توفر المحروقات وارتفاع أسعارها لدى مراكز بيعها.
وتسيطر “الإدارة الذاتية” على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي على طريق “الكاستيلو”، منذ عام 2013، وسلّمت أحياء بعيدين والهلك والحيدرية والشيخ خضر وبستان الباشا وكرم الزيتونات، التي دخلتها بعد خروج فصائل المعارضة من المدينة نهاية عام 2016، لقوات النظام مقابل الحصول على دعمها لصد عملية “غصن الزيتون” التي شنّتها القوات التركية على عفرين في آذار من عام 2018.
–