تكرر الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عما إذا كانت قوات النظام ستشمل عناصر “اللواء الثامن” المدعوم من قبل روسيا، بتسوياتها الأمنية الجارية في محافظة درعا، والتي تفرض على هؤلاء العناصر تسليم أسلحتهم لقوات النظام.
ونقل “تجمع أحرار حوران” المحلي، الإثنين، 11 من تشرين الأول، عن قيادي في “اللواء الثامن” أن التشكيل العسكري المدعوم من قبل روسيا في طريقه للتفكك، خصوصًا بعد أن شملت “التسويات” مجموعات تتبع له في قرية نصيب الحدودية مع الأردن.
في حين أن الأسلحة التي يملكها عناصر اللواء، تعتبر أسلحة منظمة ومسجلة لدى قيادة اللواء، وتشرف عليها روسيا، كما تشرف على العناصر الذين شملهم اتفاق التسوية، بحسب حديث قيادي سابق في فصائل المعارضة لعنب بلدي.
المطلوب تنظيم السلاح لا تسليمه
في حديث أجرته عنب بلدي مع قيادي سابق بفصيل “جيش الثورة” المعارض، والمقرب من قياديين في “اللواء الثامن”، ذكر خلاله أن “اللجنة الأمنية” الممثلة للنظام السوري في محافظة درعا، طالبت قيادة “اللواء الثامن” بضرورة سحب السلاح المُسَلّم للعناصر وتجميعه في مستودعات اللواء خاصة.
وأضاف القيادي، الذي تحفظ على نشر لدواع أمنية، أن الخلافات العشائرية والتي أسُتخدم فيها السلاح قبيل حصار درعا البلد مطلع حزيران الماضي، كانت نقطة تفاوض مهمة لصالح “اللجنة الأمنية”، بأن السلاح غير منظم ويجب سحبه من أيدي المدنيين، الأمر الذي رُفض من قبل المجتمع المحلي حتى تحول إلى مواجهات عسكرية انتهت بالتسويات التي لا تزال جارية حتى اليوم.
ويعطي النظام السوري أهمية خاصة لريف المحافظة الشرقي، وخاصةً المناطق التي يمر عبرها طريق معبر نصيب الدولي، مثل قُرى نصيب، أم المياذين، صيدا، الغاريا، إذ يريد النظام هذه المناطق خالية من الأسلحة بشكل تام، خصوصًا مع احتمال زيارة وفود دولية إلى المنطقة، بحسب القيادي المطلع.
واعتبر القيادي أن المطلوب حاليًا من قيادة “اللواء الثامن” تنظيم السلاح المنتشر لدى عناصره في ريف درعا الشرقي من قبل قيادة اللواء، لا أن يكون منتشرًا بيد عناصره على شكل أفراد.
وكان خلاف نشب بين قوات النظام وبعض المطلوبين في أحد مراكز التسوية في قرية صيدا، في 10 من تشرين الأول الحالي، بعد رفض عدد من الشباب تسليم السلاح للنظام بحجة أنه يتبع لـ”لواء الثامن”، في حين ادعى النظام أن السلاح يملكه مدنيون ولا يتبع لقيادة اللواء.
وقال “تجمع أحرار حوران” حينها، إن النظام استقدم تعزيزات عسكرية قوامها 50 سيارة عسكرية لمحيط جسر صيدا تحسبًا لفشل الاتفاق الذي مدده النظام ليوم ثاني في بلدة صيدا وما زالت التسويات مستمرة في صيدا.
“اللواء الثامن” سيكون حيث يريد النظام
يعتقد المحلل والباحث السياسي، صلاح قيراطة، في حديثه لعنب بلدي، أن روسيا التي وقفت إلى جانب النظام السوري وقفةً “عنيدة” لا يمكن أن تخطط لأي عمل لا يصب في مصلحة النظام، أي أن “من يعتقد أن روسيا تُنشئ تنظيمًا عسكريًا غير موال للنظام، فهو مخطئ”.
وتمثل مناطق الجنوب السوري بوابة سوريا باتجاه الأردن، ومن المنطقي أن لا يتواجد سلاح خارج سيطرة النظام في المنطقة التي باتت استراتيجية، إذ يحاول النظام تنظيم السلاح في المنطقة حتى لا يعمل مسلحون محليون مستقبلًا على إعاقة خطط النظام التجارية، بحسب الباحث.
وتشكل اللواء الثامن من فصيل “شباب السنة”، أحد فصائل “الجبهة الجنوبية” المعارضة للنظام جنوبي سوريا، بقيادة أحمد العودة، وكان أحد أهم الفصائل المقاتلة والمنظمة، كونه الفصيل الوحيد المتواجد في مدينة بصرى الشام.
ومع دخول “تسويات” النظام برعاية روسية حيز التنفيذ عام 2018، حافظ العودة على تنظيمه العسكري المعارض، وانتقل به للانضمام لـ”الفيلق الخامس” الذي أسسته روسيا عام 2016 كقوات رديفة بجيش النظام.
انقلب العودة على “جبهة النصرة” وحركة “المثنى الإسلامية” بعد مشاركتهم في إخراج قوات النظام من مسقط رأسه مدينة بصرى الشام، في آذار 2015، حين كان العودة، قائد فصيل “شباب السنة”، يقاتل حينها جنبًا إلى جنب معهم، لكنه ما لبث أن انقلب على “النصرة” و”المثنى” وطردهما من المدينة.
واستطاع العودة بعد ذلك تنظيم المرافق العامة والخدمات في المدينة، وأسس جهاز شرطة وشرطة مرور.
وبرز دور الفصيل خلال سنوات “التسوية” كقوات فصل استطاعت فض اشتباك، في آذار 2020، بين قوات النظام ومقاتلين سابقين بفصائل المعارضة، إذ أشرف اللواء على ترحيل مقاتلين للشمال السوري بأوامر روسية.
كما استطاع اللواء أيضًا وقف اشتباك بين مقاتلين سابقين بقوات المعارضة وقوات النظام في الفترة الزمنية ذاتها، عندما حاولت قوات النظام التقدم باتجاه حاجز “مساكن جلين” وسحب جثث قتلى النظام الذين سقطوا خلال المواجهات حينها وسلمها لمراكز قيادها.