نازحون في الرقة يفضلون منازل غير مكتملة على الخيام
فضل شاهين الخالدي (37 عامًا)، نازح من ريف حمص، أن يسكن في بناء غير مكتمل التجهيز (على العظم)، في أحد أحياء مدينة الرقة على أن يسكن في أحد المخيمات.
شاهين قال لعنب بلدي، إن قرار السكن في شقة على الهيكل يبقى أفضل بكثير من السكن في الخيمة وما يرافقها من متاعب صيفًا مع ارتفاع الحرارة وشتاءً بموجات البرد وسقوط الأمطار وهبوب الرياح.
وتنتشر في مدينة الرقة ظاهرة السكن في الشقق غير مكتملة البناء أو المتضررة بفعل العمليات الحربية التي شهدتها المدينة طوال السنوات الماضية.
ويعمل شاهين حمّالًا في سوق الخضار الرئيسي في الرقة (سوق الهال)، ويتقاضى أجرًا يوميًا يتراوح بين ستة آلاف وعشرة آلاف ليرة سورية، ينفقها في شراء الاحتياجات الضرورية لأسرته التي تتألف منه وزوجته وثلاثة أطفال.
بينما يقطن سلمان الدرويش (33 عامًا)، نازح من ريف حلب الشرقي، في منزل تضرر جزئيًا بفعل القصف الذي تعرضت له الرقة إبان سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها بين عامي 2014 و 2017.
وقال الشاب لعنب بلدي، إن المالك منحه المنزل بدون مقابل على أن يقوم بإصلاح الأضرار الجزئية في الجدران وسقف إحدى الغرف.
ويتوقع سلمان أن التكلفة الإجمالية للإصلاح بحدود مليون ليرة سورية، استدانها من أحد أشقائه الذين يعملون في مدينة إسطنبول التركية.
ويرى جميل الحسن (40 عامًا)، وهو أحد سكان الرقة، أن عدد الوافدين للمدينة يفوق طاقتها على التحمل لذلك ظهرت عدة ظواهر سلبية ومنها سكن المنازل المهدمة أو ارتفاع إيجارات المنازل.
ويأمل جميل ألا يتم استغلال النازحين على اعتبار أنهم ضيوف في المدينة وحمّلتهم ظروف الحرب السورية ما لا طاقة لهم به.
اقرأ أيضًا: أبنية مدمرة جزئيًا مهددة بالإزالة كليًا في الرقة
وتشكّل المباني المدمرة جزئيًا أو كليًا عائقًا كبيرًا في وجه الأهالي الذين يرغبون في البقاء بمنازلهم ومدنهم وبلداتهم، في ظل عجز عام يبدأ من المؤسسات المعنية بإعادة تأهيل العقارات المدمرة وينتهي بالمالكين لتلك العقارات.
ففي حين لم تتخذ الجهات الحكومية في محافظة الرقة خطوات حقيقية لحل إعادة تأهيل تلك المباني، يتحمل بعض الأهالي من المالكين أعباء إعادة تأهيل عقاراتهم كي تكون قابلة للسكن، بينما لا يزال جزء كبير من العقارات في المدينة عبارة عن خراب.
وفي بعض الأوقات، يتخلى أصحاب المنازل عن حقوقهم فيها عن طريق التنازل عنها لتجار العقارات والمتعهدين دون إرادتهم الكاملة، فقط لكونهم عاجزين عن إعادة إعمارها بأموالهم الخاصة.
وخلال عام 2017، شهدت مدينة الرقة معارك بين عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث استمرت 166 يومًا، انتهت بسيطرة “قسد” على المدينة منتصف تشرين الأول من نفس العام، مدعومة بقوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وأدت تلك المعارك إلى تدمير بعض الأبنية في المدينة إما جزئيًا وإما كليًا.
واستُخدمت الطائرات وراجمات الصواريخ في المعارك داخل أحياء المدينة، وكان لها الدور الأكبر في تدمير الأبنية، بالإضافة إلى التفجيرات التي نتجت عن ألغام خلّفها تنظيم “الدولة الإسلامية” وراءه.
اقرأ أيضًا: أصحاب عقارات في الرقة يتنازلون عنها
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الرقة حسام العمر
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :