المشكلة في الاستيراد
رُضّع الرقة.. انقطاع “المجفف” يدفع الأمهات للبدائل
الرقة – حسام العمر
تجوب رضوى الشاهين (33 عامًا) محال بيع الحليب في مدينة الرقة شمالي سوريا، بحثًا عن نوع الحليب الذي يرضعه ابنها ذو الخمسة أشهر، لكن دون جدوى.
اضطرت الشابة لحمل العبوة الفارغة في أثناء بحثها، بعد أن عجزت عن حفظ الاسم الأجنبي للحليب، وفق ما قالته لعنب بلدي، لكنها عجزت عن إيجاده، لذلك قررت استبدال نوعية أخرى به متوفرة في أسواق المدينة.
ويضطر سكان في مدينة الرقة لاستبدال نوعية الحليب لأطفالهم الرضّع بين الحين والآخر، بسبب عجزهم عن تأمين نوعية واحدة طوال فترة الرضاعة، التي قد تستمر سنة أو أكثر بقليل.
ويترافق الانقطاع المتكرر لبعض أنواع الحليب مع ارتفاع أسعار أغلب تلك الأنواع، بحسب ما رصدته عنب بلدي، إذ إن أدنى سعر لعبوة حليب أطفال يتجاوز 12 ألف ليرة سورية (نحو أربعة دولارات).
وتتخوف رضوى من تأثيرات استبدال نوعية الحليب على صحة طفلها، لكنها ترى أن لا حل آخر أمامها سوى الحصول على المتوفر في السوق.
مسألة تجارية “بحتة”
عبد الرحمن السليمان (40 عامًا)، يملك محلًا لبيع الحليب وأغذية الأطفال في الرقة، قال لعنب بلدي، إن توفر نوعية محددة من الحليب في السوق وانقطاعها هي مسألة تجارية “بحتة”، وليس لأي اعتبارات أخرى، على حد قوله.
وأضاف عبد الرحمن أن التاجر عندما يطلب اسمًا تجاريًا محددًا من الشركة المصنّعة للحليب بكمية معيّنة ويتم ترويجها في الأسواق، تُباع قبل أن يكون التاجر ذاته قد استورد كمية جديدة تسد مكان الكميات التي بيعت.
وتتنوع التسميات التجارية للحليب في مدينة الرقة، كما تتنوع المصادر أو الدول التي يُعبّأ حليب الرضّع فيها، لكنها غالبًا ما تكون من مصادر هولندية أو فرنسية أو سويسرية، وفق ما قاله أصحاب محال في الرقة لعنب بلدي.
تأثيرات محدودة
قال طبيب أطفال من مدينة الرقة، إن التأثيرات الجانبية للاستبدال المتكرر لنوعية حليب الأطفال الرضّع تكاد تكون محدودة، وترجع إلى قابلية جسم الطفل نفسه وأحيانًا لنوعية الحليب.
وأضاف الطبيب (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية)، أن أغلب التأثيرات تنحصر في الإقياء والنفخة وبعض الالتهابات والتشنجات المعوية في بعض الحالات.
وأشار إلى ضرورة التغذية من حليب الأم بالدرجة الأولى، والتوجه لحليب الأطفال المجفف في الحالات القصوى، مع تجنب التخلي الكامل عن حليب الأم.
بدائل غير المجفف
تلجأ أمهات في الرقة إلى الحليب من مصادر حيوانية، خصوصًا حليب الأبقار، كبديل لحليب الأم والحليب المجفف.
تستخدم جميلة إبراهيم (27 عامًا) من سكان حي الادخار بالرقة، حليب الأبقار في إرضاع أطفالها عندما يتجاوز عمر الطفل ستة أشهر، وذلك عندما تصبح غير قادرة على إشباعه عن طريق الرضاعة الطبيعية، بحسب ما قالته لعنب بلدي.
وأضافت الشابة أن أغلبية سكان المدن يعجزون عن تأمين الحليب طازجًا ومن مصادر موثوقة، لذلك يضطرون لاستعمال حليب الأطفال المجفف.
وتظهر نتائج دراسات طبية تتبناها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن إرضاع الأطفال رضاعة طبيعية في الساعة الأولى من الولادة يمكن أن ينقذ أرواح مئات الآلاف من الأطفال في البلدان النامية.
وتشير هذه الدراسات إلى إمكانية الحيلولة دون حدوث 16% من وفيات الأطفال الحديثي الولادة بواسطة الرضاعة الطبيعية منذ اليوم الأول، وتزداد هذه النسبة إلى 22%، إذا بدأت الرضاعة الطبيعية في الساعة الأولى من الولادة.
ورغم فوائد حليب الأم المثبتة علميًا، لا تزال هناك عوامل عديدة تمنع المرأة من الرضاعة الطبيعية، تشمل المعتقدات الثقافية والتقليدية، والخوف من انتقال العدوى من الأم إلى طفلها وتسويق بدائل حليب الأم بأسلوب “عنيف”، بحسب “يونيسف”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :