ما الذي نعرفه عن نبات فاليريان
د. أكرم خولاني
فاليريان أو “حشيشة الهر” وأيضًا تسمى “ناردين مخزني” أو “Valeriana officinalis”، كلها مترادفات لاسم نبات عشبي من الفصيلة الناردينية، وهو نبات معمّر ينتشر في أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، يتراوح ارتفاعه بين 80 و150 سم، له ساق مستقيمة قوية جوفاء وأغصان قليلة، الأوراق متقابلة مركبة ريشية الشكل، الأزهار تجتمع في قمم الأغصان على هيئة باقات بلون أبيض إلى زهري، والثمرة تاجية لها صرة ريشية، أما الجذور فهي قصيرة لها فسائل تحت الأرض ورائحتها قوية، وقد كانت الجذور تُستخدم منذ القدم لعلاج الأرق وبعض المشكلات العصبية والنفسية.
تعمل حشيشة فاليريان كمهدئ للجهاز العصبي عمومًا والدماغ بشكل خاص، ويعزى التأثير الطبي لها إلى أحد مكوناتها الأساسية وهو حمض الفاليرينيك، الذي يعمل بشكل مشابه للبنزوديازبينات، حيث يحسّن عمل الناقل العصبي غاما-أمينوبيوتيريك أسيد في الدماغ، وذلك من خلال زيادة حساسية مستقبلات هذا الناقل العصبي ومنع إزالته من على مستقبلاته وتقليل عملية تكسيره، وكل هذا يؤدي إلى التهدئة وإرخاء العضلات والنوم، وهو المفعول الطبي لنبات فاليريان.
لذلك فهو يُستخدم في الحالات التالية:
- علاج الأرق، إذ إن مستخلص جذور الفاليريان يمتلك تأثيرًا منومًا، الأمر الذي يجعلها مفيدة في التخفيف من حالات الأرق بشكل آمن، كما تساعد على تحسين نوعية النوم لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض الانسحاب من استخدام الحبوب المنومة.
- التخفيف من القلق وأعراضه.
- التخفيف من الاكتئاب.
- علاج اضطرابات الحيض وأعراض سن اليأس، حيث لوحظت فعالية هذه النبتة في تقليل شدة وتواتر الهبات الساخنة لدى النساء بعد سن اليأس.
- علاج الصداع التوتري.
- علاج غازات البطن وتشنجات الأمعاء المؤلمة.
معلومات صيدلانية
تتوفر في الأسواق بأسماء متعددة مثل ” Normocalm, Valerian root” على شكل كبسولات أو أقراص فموية أو سوائل زيتية، كما تتوفر على شكل مسحوق ضمن أكياس كأكياس الشاي، حيث يوضع الكيس في كوب من الماء المغلي ويُترك لمدة عشر دقائق ثم يُشرب.
وليس من الواضح مقدار الجرعة الأكثر فعالية أو مدة تناول جرعة محددة، ولكن يوصى بألا تقل جرعة البالغين عن 400 ملغ ولا تزيد على 900 ملغ في اليوم، تُؤخذ قبل النوم بحوالي 15– 20 دقيقة في حالات علاج الأرق، وتقسم على ثلاث جرعات على مدار اليوم في حالات علاج أعراض سن اليأس، ويجب أن يستمر العلاج لمدة لا تقل عن ستة أسابيع.
ويمكن تناول الجرعة مرتين يوميًا لمدة أسبوع أو عشرة أيام في حالات التعرض لضغط عصبي عابر.
ملاحظات
على الرغم من أن الأدوية والمستحضرات العشبية عادة لا تحمل آثارًا ضارة على الصحة، فإنه يُنصح بعدم استعمال فاليريان دون استشارة الطبيب.
يعتبر فاليريان آمنًا، ولكن مع ذلك قد يؤدي تناوله إلى بعض الآثار الجانبية النادرة مثل: الصداع، التهيج، القلق، النعاس.
قد يؤدي إيقاف تناول فاليريان بعد الاستمرار عليه لفترة طويلة إلى حدوث أعراض متلازمة السحب (مجموعة أعراض تظهر عن التوقف عن تناول دواء عصبي قد اعتاده الجسم).
لا يُنصح باستخدامه للأطفال تحت عمر ثلاث سنوات، بسبب عدم وجود دراسات تؤكد سلامته على هذه الأعمار.
يُنصح بعدم استخدامه من قبل الحوامل وخاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
يُنصح بعدم استخدامه من قبل المرضعات، لأنه يُفرز مع حليب الأم بكميات قليلة.
يُمنع تناول فاليريان مع الأدوية التي تعمل على الجهاز العصبي، مثل مجموعة البنزوديازبينات أو المهدئات الأخرى، لأن ذلك يزيد من الآثار الجانبية الخطرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :