حلب.. جهتا نفوذ تتحكم بكميات المازوت الموزعة على السكان
تثير الفروقات في كميات المازوت الموزعة في مناطق سيطرة النظام السوري و”الإدارة الذاتية” في مدينة حلب استياء الأهالي، إذ بدأت “الإدارة” بتوزيع مخصصات المازوت في مناطق سيطرتها بحلب وريفها، بمعدل 200 ليتر كحصة أولى لكل عائلة وبسعر 64 ألف ليرة سورية.
وكانت شركة “محروقات” أعلنت عن بدء توزيع مادة مازوت التدفئة عبر “البطاقة الذكية” للموسم الحالي، بمعدل 50 ليتر لكل عائلة، مطلع آب الماضي، بعد أن خُفضت مخصصات المواطنين من مازوت التدفئة بمقدار النصف لتصبح 100 ليتر بدلًا عن 200 ليتر، في شباط الماضي.
وكان يحق لكل عائلة تملك “بطاقة ذكية” الحصول على 400 ليتر مازوت سنويًا بالسعر المدعوم، تُوزع على دفعتين، قبل التخفيض.
مواطنون مستاؤون
جابر (46 عامًا) من سكان حي الأعظمية قال لعنب بلدي، إن الكمية المقدمة من حكومة النظام لن تكفي لأسبوع خلال فصل الشتاء.
واستغرب جابر من عدم قدرة النظام على تأمين مازوت التدفئة للأهالي في المناطق التي يسيطر عليها، بينما تؤمن “الإدارة الذاتية” المازوت للسكان في مناطق سيطرتها، سواء في المدينة أو في الريف.
يفكر جابر بالانتقال للعيش في مناطق سيطرة “الإدارة” في المدينة أو الريف، إذا استمر الوضع بهذا الشكل “السيء”، بحسب تعبيرi.
أما شعبان (50 عامًا) من سكان بلدة تل قراح التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”، حصل على مخصصاته من المازوت المنزلي بسعر 64 ألف ليرة سورية.
وقال لعنب بلدي إن معظم السكان في البلدة حصلوا على حصتهم من المازوت، مع وعود بتقديم حصة ثانية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن محلات بيع المحروقات تعتمد فقط على بيع البنزين لأنه مفقود، ولكن المازوت متوفر في البلدة وبكميات كبيرة.
كيف تؤمن المحروقات لمناطق السيطرة المختلفة؟
وتتوفر المحروقات في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” بحلب بكميات كبيرة تغطي حاجة الأسواق، في الوقت الذي تعاني فيه مناطق نفوذ النظام من عدم توفر المحروقات وارتفاع أسعارها في الأسواق لدى محلات بيعها.
وتزوّد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية”، المناطق الخاضعة لسيطرتها في حلب وريفها من الحقول النفطية التي تسيطر عليها شرقي الفرات في منطقة الجزيرة عبر قوافل تمر عبر الحواجز الأمنية التابعة للنظام، التي تأخذ حصتها من هذه القوافل عبر اتفاقيات أو بشكل إتاوات.
وتسيطر “قسد”، منذ نحو تسع سنوات، على منابع النفط في محافظتي الحسكة ودير الزور بدعم من القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وتبيع هذه القوات النفط للنظام، عبر شركة “القاطرجي”.
اقرأ أيضًا: بضمانة القاطرجي.. اتفاق لنقل النفط بين “الإدارة الذاتية” والنظام
ومؤخرًا، تؤمن “الإدارة” النفط لمناطق سيطرتها في حلب عبر اتفاق أجرته مع حكومة النظام بضمانة عضو مجلس الشعب ورجل الأعمال حسام القاطرجي.
ويقضي الاتفاق بنقل 500 صهريج من المحروقات بشكل أسبوعي من مناطق سيطرة “الإدارة” شمال شرقي سوريا إلى النظام، وإرسال 100 صهريج إلى المناطق الخاضعة لنفوذها في مدينة حلب وريف حلب الشمالي (الشيخ مقصود والمناطق المحيطة به) دون المساس بها من قبل حواجز النظام.
وطلبت “الإدارة” من القاطرجي ضمان وصول المحروقات إلى مناطق سيطرتها بحلب وريفها، وتحمّل المسؤولية في حال إيقاف الصهاريج الداخلة إلى مناطق سيطرتها من قبل “الفرقة الرابعة”، إذ إنها لن تتدخل بإطلاق سراح السائقين والصهاريج، ما دفع القاطرجي لنقل المحروقات بالصهاريج الخاصة به، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي.
وتسيطر “الإدارة الذاتية” على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي على طريق “الكاستيلو”، منذ عام 2013، في حلب المدينة، كما تسيطر على قرى وبلدات تل رفعت، عين دقنة، دير جمال، كفر خاشر، المسلمية، تل قراح، أحرص، الوحشية في ريف حلب الشمالي.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حلب صابر الحلبي
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :