زعيم المعارضة التركية لناشطين سوريين: لن نعيد اللاجئين قسرًا
قال زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب “الشعب الجمهوري” (CHP)، كمال كلتشدار أوغلو، “لن نعيد اللاجئين السوريين قسرًا إلى سوريا”، خلال اجتماع جمعه مع ناشطين سوريين في ولاية اسطنبول.
وتُعد هذه التصريحات لزعيم المعارضة التركية تراجعًا عن تصريحاته السابقة التي وعد من خلالها بإعادة السوريين في تركيا إلى بلادهم مع وصول حزبه إلى الحكم، والتي أدت إلى تصاعد خطاب الكراهية ضد اللاجئين خلال الفترة الماضية.
وأضاف كلتشدار أوغلو، في الاجتماع المنعقد الجمعة 8 من تشرين الأول، ونقل تفاصيله موقع “Serbestiyet” التركي، أنه يجب إقامة بيئة مناسبة في سوريا من أجل عودة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إليها، مشيرًا إلى أن شرط تحقيق هذه البيئة هو سلامة أرواح وأموال العائدين.
وقال الناشط في مجال حقوق اللاجئين طه الغازي، الذي كان واحدًا من الناشطين الذين حضروا الاجتماع، لعنب بلدي، إن كلتشدار أوغلو تناول حالة اللجوء السورية في تركيا خلال السنوات الماضية، وأن أعداد السوريين وصلت إلى 3.7 مليون شخص، وتجاوزت أعداد السوريين في بعض الولايات التركية أعداد المواطنين الأتراك، وذكر ولاية كلّس كمثال على ذلك.
وأضاف أن كلتشدار أوغلو تحدث عن قضية عمل السوريين من دون إذن عمل، وتأثير هذا الأمر على السوريين والأتراك، فالسوريون يعملون بأجور منخفضة والأتراك يعتبرون أن السوريين أخذوا فرص عملهم.
وأشار إلى أن الناشطين السوريين سألوه عن أمور عديدة، أبرزها خطاب الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين، وبعض المحاور والأسئلة السياسية التي تتعلق بالنظام السوري.
وحول التطبيع مع النظام، نقل الغازي عن كلتشدار أوغلو قوله، إن المعارضة إذا أرادت التواصل مع النظام فسيكون هذا التواصل قائمًا على أساس حقوق الإنسان.
وأضاف زعيم المعارضة، بحسب الغازي، أن سياسة الحزب بهذا الصدد هي جزء من السياسية الدولية، وتنظر إلى المسألة السورية كمسألة إقليمية وليس كمسألة متعلقة بسوريا فقط أو بنظام محدد.
ووعد كلتشدار أوغلو بأن خطاب العنصرية والكراهية سيكون أقل حدّة في المراحل المقبلة، وستكون هناك مشاريع عمل مشتركة بين حزب “CHP” ومختلف الناشطين السوريين، كما ستكون هناك قنوات تواصل بينهم.
وعرض على الناشطين أن يسهل عليهم التواصل والتنسيق مع بقية الأحزاب بهذا الصدد.
وبحسب الغازي، التمس الناشطون خلال الاجتماع، من حديث كلتشدار أوغلو، أهداف المعارضة للسيطرة على حالة الاحتقان لدى الشعب التركي، إذ تناول الجانب التركي في الاجتماع أثر خطاب العنصرية والكراهية خلال الفترة الماضية على المجتمع السوري اللاجئ في تركيا، سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو التعليمية.
ولفت الناشط إلى إعداد الحزب خططًا ميدانية وبرامج للحد من هذا الخطاب.
ونقل موقع “Serbestiyet” التركي عن الناشط قوله، إن كلتشدار أوغلو اعتبر أن هذا الاجتماع كان يجب أن ينعقد منذ وقت طويل، ولكن في الفترة الأخيرة كانت البيئة غير مناسبة.
وأضاف كلتشدار أوغلو أن مشكلة المعارضة ليست مع السوريين، وإنما مع “السياسات التي أوصلت الناس إلى هذه المواقف”.
اقرأ أيضًا: كيف يتعامل القانون التركي مع التصريحات العنصرية تجاه السوريين
وأشار إلى “ضرورة وجود سفارات بين تركيا وسوريا بعد التوصل إلى السلام في سوريا، والحاجة إلى ترتيب مواقع صناعية وفرص عمل هناك للاجئين السوريين العائدين، واحتمالية وجود دعم مالي من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى في هذا الصدد”.
وبحسب كلتشدار أوغلو، فإن قضية إدلب مهمة للغاية، إذ يستعد النظام لعملية ضد ما وصفها بـ”التنظيمات الإرهابية” في المنطقة بدعم روسي، وفي هذه الحالة، قد يلجأ 1.5 مليون شخص إلى تركيا من هناك.
وكان خطاب الكراهية تصاعد خلال الفترة الأخيرة ضد اللاجئين السوريين والأفغان في تركيا، عن مسؤولين وسياسيين معارضين، منهم كمال كلتشدار أوغلو، وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتُرجم هذا الخطاب إلى اعتداءات على سوريين وأملاكهم في عدد من المناطق التركية.
وعادة ما يؤدي حديث المسؤولين المعارضين عن اللاجئين السوريين في تركيا، أو ترويجهم لحملاتهم الانتخابية عن طريق وعود تتعلق بإعادتهم إلى بلادهم، إلى تعرض سوريين لمواقف عنصرية، تتطور أحيانًا إلى مشادات كلامية أو عراك أو حوادث قتل.
وكان كلتشدار أوغلو قال، في تموز الماضي، إنه سيعمل على ترحيل جميع اللاجئين السوريين من تركيا في مدة زمنية أقصاها سنتان حال وصل حزبه إلى الحكم.
وبلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا ثلاثة ملايين و715 ألفًا و913 نسمة، بحسب إحصائيات المديرية العامة لإدارة الهجرة لعام 2021.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :