عروة قنواتي
مضت الجولة الثانية في مسابقة دوري الأبطال بنتائجها المثيرة والصادمة والتاريخية، وعادت الأندية إلى منافساتها المحلية، يحمل بعضها ثقة الصراع، أو إعادة فحص المكابح، وبعضها يترنح من شدة الضربات مع الاستعداد لتبديلات محتملة على مستوى الإدارة الفنية أو خيار التشكيل الأساسي.
ما علينا، فنتيجة ريال مدريد مع الفريق المولدوفي ليست سحرًا أو إعجازًا على مستوى كرة القدم، وتحصل في أغلب وأقوى البطولات الرسمية، ولكنها في الوقت ذاته ليست طبيعية وعادية بحق النادي الملكي مع صحوته التي اتضحت قبل أسابيع برفقة العملاق كارلو أنشيلوتي، فالسقوط أمام سبورتينغ لشبونة أو بنفيكا قد تتجاوزه الجماهير، ولكن أمام شيريف تيراسبول فلن تمر القضية إعلاميًا مرور الكرام، حتى لو حاصر الفريق الأبيض خصمه فنيًا وكرويًا لمدة 90 دقيقة.
هذا الأمر ينطبق على البارسا أيضًا، ولكن بحدة مغايرة وبأسلحة متعددة، فمنذ متى لم يخسر البارسا مباراة الجولة الأولى والثانية في دوري الأبطال؟ ومنذ متى لم يسجل أي هدف في الجولة الأولى والثانية؟ ومنذ متى يتلقى نفس النتيجة على التوالي داخل أرضه وخارجها من فريقين مختلفين دون أن يحرّك أي ساكن؟
المفارقة هنا أن لاعبي البارسا السابقين في أنديتهم الحالية سجّلوا، ولكن البارسا لم يسجّل. ميسي سجّل هدفًا لسان جيرمان، وأنقذ سواريز وغريزمان أتلتيكو مدريد من الخسارة أمام الميلان بقلب الطاولة في الدقائق الأخيرة، وسجّل ايفان راكتيتش من علامة الجزاء أيضًا لإشبيلية ليضمن التعادل للفريق. ولكن البارسا تلقى ستة أهداف في جولتين ولم يسجل أي هدف حتى الآن.
قبل مواجهة سان جيرمان مع السيتي في “حديقة الأمراء”، انشغلت الصحافة وأحاديث الجماهير في قدرة بوكتينيو على توظيف الثلاثي الأخطر: مبابي، ميسي، نيمار، ضمن تشكيل واحد، والاستفادة منهم أمام فريق خطير كالسيتي، وهناك من ذهب إلى سيناريوهات مختلفة بما يخص خلافات مبابي ونيمار أو ميسي ومبابي.
في المباراة سيطر السيتي وفاز سان جيرمان، ليقع السيد بيب غوارديولا مجددًا ضحية فلسفته وضحية عدم وجود رأس حربة صريح في تشكيلته مع وجود دفاع وحارس مرمى من النوع الصلب مع خصمه الباريسي.
وبدل أن ينشغل العالم بهدف ميسي الأول له مع سان جيرمان والثاني لفريقه خلال المباراة، ذهب الاهتمام إلى صورة ميسي وقد استلقى على الأرض خلف الجدار الدفاعي قبل تنفيذ الضربة الحرة للمان سيتي، محاولًا حماية المرمى مع زملائه!
في الجولة الثانية أيضًا، أكد أليغري ثبات فريقه الإيطالي في دوري الأبطال بفوز ثانٍ على حساب البطل هذه المرة (تشيلسي)، ليكون جديرًا بعدم التسرع في الحكم عليه من قبل عشاق اليوفي والنقاد والصحف والمجلات.
فيما سيُسأل توماس توخيل كثيرًا عن هزيمتين متتاليتين في الدوري والشامبيونز أمام السيتي واليوفي، رغم أن أسماء الخصوم كبيرة ومن الطبيعي والواقعي أن يُهزم توخيل أمامهم، ففي كرة القدم تستطيع أن تصفّق طويلًا لبنفيكا ولايبزغ ولكنك تسأل البطل كثيرًا وكثيرًا جدًا.