حلب.. أذرع إيران تتمدد في مطارات الشرق
عنب بلدي – خالد الجرعتلي
يزداد الحضور الإيراني في مطارات ريف حلب الشرقي، ضمن إطار محاولات فرض واقع عسكري إيراني في المنطقة، منذ سيطرة النظام على مناطق واسعة من المحافظة نهاية عام 2016.
وتعتبر قواعد الميليشيات الإيرانية بريف حلب من أهم القواعد العسكرية في سوريا، حيث يُشرف عليها كبار ضباط “الحرس الثوري الإيراني” و”فيلق القدس”، وتضم مجموعات من نخب “حزب الله” اللبناني وحركة “النجباء” العراقية و”فيلق القدس” الإيراني، إذ تُجهز هذه القواعد بأهم الأسلحة وطيران الاستطلاع.
وتنشئ الميليشيات الإيرانية قواعد عسكرية جديدة، خصوصًا بعد انسحاب قسم كبير من قواتها من الجنوب السوري باتجاه الشمال، وفق تفاهمات دولية.
في الشرق.. يد على المطارات
يتركز انتشار المواقع الإيرانية في محيط مطار “حلب الدولي” ومطار “النيرب العسكري”، شرقي حلب، كما تعمل طهران حاليًا على إنشاء مواقع عسكرية جديدة في المطارات العسكرية والمدنية بريف حلب الشرقي.
ونقل مراسل عنب بلدي في حلب معلومات عن أن الميليشيات المدعومة من طهران تعزز وجودها العسكري في مطار “كويرس”، شرقي حلب أيضًا، حيث تنشئ طهران قواعد عسكرية وتدعمها بمقاتلين سوريين ولبنانيين.
هذه الميليشيات باشرت عملها، في 24 من أيلول الماضي، بالإشراف على صيانة مدارج مطار “كويرس”، على أن تستمر الأعمال فيه نحو شهر ونصف.
كما يجري العمل على إعادة بناء بعض المدارج التي دُمرت بشكل شبه كامل نتيجة القصف الذي تعرض له المطار خلال الأعوام السابقة، وذلك بتنسيق مع الشرطة العسكرية الروسية.
ووفق مصادر متقاطعة لعنب بلدي، فإن التنسيق بين الروس والإيرانيين يتركز في حلب وريفها حول عمليات نقل الأسلحة القادمة من مطار “دمشق الدولي” إلى المواقع الإيرانية.
كما توجد قاعدة عسكرية يشرف عليها خبراء إيرانيون برفقة عناصر سوريين في بلدة تل حاصل شرقي حلب، ويمنع العناصر السوريون من الدخول إليها.
جدار يقسم “كويرس”.. أين موسكو؟
عن التوافق الروسي- الإيراني العسكري والوجود المشترك في مطار “كويرس العسكري”، وقال ضابط في “الجيش الوطني السوري”، إن مطار “كويرس” لم يشهد أي توافق بين الروس والإيرانيين، متحدثًا عن أن المطار قُسم عن طريق جدار فاصل لتحديد النفوذ الإيراني والنفوذ الروسي.
وأضاف الضابط، وفق معلومات استخباراتية مُطلع عليها، أن القسم الغربي من المطار يطلق عليه اسم “المسلخ” وهو سجن تديره ميليشيا “النجباء” العراقية، و”حزب الله” اللبناني، وميليشيا “فاطميون” التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”.
بينما تتمركز في القسم الشرقي من المطار قوات “النمر”، التي يقودها سهيل الحسن الموالي لروسيا، ليتحول القسم الشرقي إلى جزء منفصل عن المطار، بمدخل من الجهة الشرقية له.
وتوجد في الجهة الشرقية للمطار مستودعات لصواريخ “توشكا” تديرها مجموعات موالية لروسيا، بحسب الضابط في “الجيش الوطني”.
وكانت قوات النظام سيطرت على مطار “كويرس العسكري” في ريف حلب الشرقي عام 2015 بدعم من سلاح الجو الروسي، بعد حصار من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
أسلحة وأنفاق في “النيرب”
مقاتل في فصيل مدعوم إيرانيًا، في مطار “النيرب العسكري”، قال لعنب بلدي، إن حجم الوجود العسكري في المطار يزداد يوميًا، إذ تعمل هذه القوات على نقل الأسلحة إلى أنفاق داخل المطار خوفًا من تعرضها لقصف إسرائيلي.
وأضاف المقاتل أن المواقع العسكرية الإيرانية في محيط المطار صار عددها أربع نقاط، بالإضافة إلى قاعدة صواريخ قيد الإنشاء في قرية رسم العبد، شرقي حلب.
وامتد الوجود الإيراني خلال العام الحالي، بحسب المقاتل، حتى ريف حلب الجنوبي، إذ صارت القوات الإيرانية تملك معسكرَي تدريب في الريف الجنوبي، الذي يشهد استمرار انضمام المقاتلين لتدريبهم فيه.
ويشرف على هذه المواقع ضباط وخبراء إيرانيون يوجدون بشكل متقطّع تجنبًا للغارات الإسرائيلية، إذ تجري عمليات التدريب بهذه المعسكرات مرة واحدة كل شهرين، بحسب المقاتل.
في حين قال الضابط في “الجيش الوطني”، إن مطار “النيرب العسكري” تسيطر عليه الميليشيات الإيرانية بشكل شبه كامل، وتتمركز هذه الميليشيات في ما يُعرف داخل المطار بـ”مباني إف إم”، إضافة إلى ما يُعرف بـ”مركز بحوث 99” الذي تتمركز فيه مجموعات تتبع لإيران.
ويقتصر الوجود الروسي على استعمال مدارج المطار وفي عمليات الشحن، بحسب الضابط.
وفي 1 من آذار عام 2020، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تدمير مطار “النيرب” التابع لقوات النظام السوري في حلب، قائلًا إن القوات التركية دمّرت مطار “النيرب العسكري” بالكامل، ولم يعد النظام السوري يستطيع استخدامه.
ويقع مطار “النيرب” بالقرب من مطار “حلب الدولي”، ويتخذه النظام مركزًا لانطلاق الطائرات المروحية التي تقصف أحياء إدلب وريفها بالبراميل المتفجرة.
ويعد المطار مركزًا لاستقبال الميليشيات التي تقاتل مع النظام والقادمة من العراق وأفغانستان ولبنان، وشهد عدة زيارات من قادة الميليشيات، منها زيارة زعيم حركة “النجباء” العراقية، أكرم الكعبي، لقواته في مدينة حلب، في 2016.
إيران في سوريا بين 2013 و2020
نشر مركز “Atlantic Council” الأمريكي للدراسات الدولية، في 5 من تشرين الثاني 2020، تقريرًا للخبير السوري في الشؤون العسكرية والميدانية نوار شعبان، ناقش فيه الوجود والنفوذ العسكري الإيراني في سوريا.
ويتناول التقرير الوجود الإيراني الذي بدأ مع بداية الاحتجاجات في سوريا عام 2011، وتجلى بعمل إيران المباشر مع الميليشيات الأجنبية والميليشيات المحلية التابعة للنظام السوري، ودمجها لهذه الميليشيات في قوات النظام والفروع الأمنية لتحتل مكانة قانونية في سوريا، لحمايتها من الضربات الجوية الإسرائيلية المحتملة.
وبحسب التقرير، بدأت إيران بإنشاء قوات الدفاع المحلية الإيرانية منذ عام 2012، ودعم ألوية محددة في قوات النظام، وأنشأت شركات أمنية محلية خاصة لتغطية وجودها، وحمايتها من كونها هدفًا سهلًا أمام القصف الإسرائيلي.
وتنقسم هذه الميليشيات، بحسب التقرير، إلى “قوات الدفاع الوطني”، و”قوات الدفاع المحلية”، والميليشيات الشيعية السورية، وميليشيات أجنبية، إضافة إلى شركات أمنية سورية خاصة تابعة لإيران.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :