الباب.. السكان يشتكون من غلاء المواد الغذائية واحتكارها

  • 2021/10/08
  • 1:51 م

“أضطر بشكل يومي لسؤال جميع بائعي الخضار والفاكهة عن الأسعار قبل شراء المواد الغذائية، بسبب غياب الرقابة التموينية واختلاف الأسعار بين بائع وآخر”.

بهذه الكلمات اشتكى محمد ياسين (26 عامًا) المهجر من الغوطة الشرقية، من تقلّب أسعار المواد الغذائية والخضار والفاكهة بشكل يومي في مدينة الباب، شرقي حلب، مع غياب آلية ضبط الأسعار، وتحكّم التجار بتسعير المنتجات.

قال محمد لعنب بلدي، “كنت أشتري كيلو البطاطا بليرة ونصف، واليوم أشتريه بليرتين ونصف، كما أن البائعين يحتكرون البضاعة حتى يزيد سعرها”.

وتعتمد التعاملات التجارية في مدينة الباب على الليرة التركية، وسط نفوذ لأنقرة في المنطقة.

ويؤثر تذبذب الليرة التركية أمام الدولار في تقلبات الأسعار، وقد وصل سعر صرف الدولار اليوم، الجمعة 8 من أيلول، إلى 8.92 ليرة.

تساءل محمد عن دور الرقابة بما يجري داخل الأسواق، وعن عدم ضبط الأسعار حتى الآن، مضيفًا “ألا يكفينا كل ما عشناه من تهجير وقصف وقتل في السنوات السابقة، واليوم يأتي التجار والبائعون ليتحكموا بقوت يومنا في ظل غلاء الإيجارات والفواتير من كهرباء وإنترنت ومياه”.

من جهته، يرى شريف دملخي المتزوج وأب لطفلتين في مدينة الباب، أن تبريرات فرق العملة التي يتذرع بها أصحاب المحال تضر بالزبون.

وقال شريف لعنب بلدي، “أتفاجأ من فرق الأسعار وارتفاعها عندما أذهب لشراء حاجيات منزلي، فالجواب دائمًا من الباعة هو اختلاف سعر العملتين التركية والسورية مقابل سعر صرف الدولار”.

البائعون: نبيع بالليرة ونشتري بالدولار

رامز الحازم، وهو صاحب متجر لبيع المواد الغذائية في مدينة الباب، قال لعنب بلدي، إن بيع المواد بالليرة التركية أو السورية وشراءها بالدولار من التجار كان سببًا لارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وأضاف رامز، “للأسف بدأ الزبائن يفقدون الثقة بنا، فالزبون يشتري كيلو السكر بخمس ليرات تركية ويعود في اليوم الثاني ليشتري نفس السلعة فيفاجَأ أنها بست ليرات، ويعتقد أننا من نقوم برفع الأسعار”.

وبحسب صاحب المتجر، ففي معظم الأوقات يبيع السلع الغذائية، وعندما يريد شراء بديل عنها يجد الأسعار ارتفعت، “ومعظم أسعار المواد لا تستقر، وفي كل يوم أو يومين هناك سعر جديد لكل مادة”.

التموين: تحديد الأسعار يحتاج إلى وقت 

ومع تقلّب الأسعار واحتكار التجار، سألت عنب بلدي دائرة التموين عن دورها في المدينة.

وصرّح رئيس الدائرة، فاضل المحمد، لعنب بلدي أن الدوريات تنزل إلى الأسواق من الساعة التاسعة وحتى الثالثة عصرًا لضبط المواد المنتهية الصلاحية.

وأضاف المحمد أن الدائرة ما زالت في مرحلة الإعلان عن الأسعار، كما لم تحدد نسبة الربح للبائع، إذ “نحتاج إلى مزيد من الوقت، ومن بعدها سنقوم بتحديد نسب الربح ونطّلع على الفواتير”، حسب قول المسؤول في الدائرة.

ورصدت عنب بلدي قائمة بأسعار الخضار والفاكهة بالليرة التركية للكيلو الواحد داخل مدينة الباب اليوم، الجمعة 8 من تشرين الأول.

وكان سعر البطاطا ثلاث ليرات تركية، والبندورة بخمس ليرات، والخيار بثلاث، والكوسا والباذنجان بليرتين، والبصل بليرة ونصف.

كما بلغت تسعيرة كيلو البرتقال والكارمنتينا ثلاث ليرات، والرمان بليرتين، والتفاح بثلاث ليرات.

أما السلع الغذائية فبلغ سعر كيلو السكر ست ليرات، والأرز بخمس ليرات ونصف، وسعر ليتر الزيت 15 ليرة، وسعر كيلو البرغل أربع ليرات ونصف، وسعر السمنة (وسط) 20 ليرة، وسعر طبق البيض 24 ليرة، وسعر كيلو الشاي 65 ليرة، وسعر تنكة زيت الزيتون 40 دولارًا أمريكيًا.

أسواق الخضار والفاكهة في مدينة الباب – 1 من تشرين الأول 2021 (عنب بلدي/سراج المحمد)

أسواق الخضار والفاكهة في مدينة الباب – 1 من تشرين الأول 2021 (عنب بلدي/سراج المحمد)

وتعد مدينة الباب من أكبر مدن ريف حلب التي سيطرت عليها فصائل “الجيش السوري الحر” والقوات التركية ضمن عملية “درع الفرات” في 2016، وتضم اليوم عدد كبيرًا من المدنيين من جميع المناطق بعد تهجيرهم من مدنهم.


شارك في إعداد المادة مراسل عنب بلدي في الباب سراج المحمد

مقالات متعلقة

  1. رغم استقرار الليرة التركية.. الأسعار في إدلب بارتفاع مستمر
  2. بسبب الغلاء.. سكان حلب محرومون من الفاكهة
  3. هبوط "التركية" يزيد أعباء الوضع المعيشي ويبطئ حركة الأسواق في الباب
  4. الرقة.. موجة غلاء في الأسواق لمعظم المواد الأساسية

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية