مركز اعزاز للأطفال .. نادٍ نموذجي للدعم النفسي في ريف حلب الشمالي

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

افتتحت مؤسسة غراس، الثلاثاء 3 تشرين الثاني، مركزًا للأطفال في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، ليقدم خدمات ونشاطات مختلفة في الدعم النفسي، الذي غدا الهاجس الأكبر للمنظمات المعنية بالطفل وحالته النفسية في ظل الحرب.

هيثم عثمان، مدير مؤسسة غراس التي تهتم بقضايا الأطفال، قال إن المركز “هو الرابع لمؤسسة غراس ضمن برنامج الحماية والدعم النفسي للأطفال”، مشيرًا إلى أن النادي الأول للمؤسسة في مدينة حلب، ولديها ناديان في الريف الغربي، فيما توقف تجهيز النادي الخامس في الريف الجنوبي “بسبب الظروف الأمنية”.

مركز اعزاز “ناد نموذجي للأطفال”

افتتح نادي اعزاز ليكون ناديًا نموذجيًا للأطفال، بحسب عثمان، ويضم عدة أقسام منها الترفيهية والثقافية والتعليمية والتوعوية، بالإضافة إلى نشاطات للدعم النفسي.

وسيكون عدد المستفيدين شهريًا من المركز 150 طفلًا، يخضعون لدورات شهرية متكاملة، إحداها محو أمية الحاسب الآلي، بحسب مدير مؤسسة غراس، الذي لفت إلى أن النادي يتضمن صالة مجهزة بالحواسيب وصالة ألعاب كبيرة، بالإضافة إلى صالتي أنشطة وعرض سينمائي وصالة مسرح.

وأشار عثمان إلى أن الهدف من افتتاح المركز “دعم الأطفال نفسيًا وحمايتهم وتوعيتهم، بالإضافة إلى تعويض الجزء الكبير الذي خسروه خلال فترة سنوات الحرب الأربع التي مضت”، مردفًا “أصبحت وسائل الترفيه والتواصل مع الأطفال أضعف، إذ غدت الأماكن التي كانوا يرتادونها غير آمنة لذا حرصنا أن يكون المركز آمنًا ومدروسًا بشكل علمي صحيح”.

المركز الأضخم في ريف حلب الشمالي

القيمة المضافة للمركز تتجلى في  كونه الأول في اعزاز والريف الشمالي لحلب عمومًا في الحجم والضخامة، كما قال عثمان، لافتًا إلى أن النوادي الأربع تعمل وفق برنامج موحد، “بسبب وجود مدير إقليمي لبرنامج الحماية والدعم النفسي”، كما يوجد مشرفين مختصين في كل ناد.

ويحوي النادي أربع صالات، الأولى للألعاب الكبيرة، وصالة للأنشطة الفنية تعرض فيها أفلام هادفة للأطفال، وصالة للمسرح وضعت فيها مكتبة، وأخرى للمعلوماتية تضم 10 حواسيب محمولة وطاولات معزولة، وتقدم جميعها خدماتها للأطفال مجانًا.

وتهدف مؤسسة غراس بحسب مديرها إلى بناء ناد صديق للطفل في كل مدينة وقرية، مشيرًا إلى أن المؤسسة بدأت في المدينة وانتقلت إلى الأرياف.

ولدى مؤسسة غراس أربع برامج أساسية، هي:  برنامج الحماية والدعم النفسي، وبرنامج توثيق الانتهاكات والأضرار الخاصة بالأطفال؛ وهو برنامج فعال يقدم إحصائيات شهرية عن الأضرار التي تلحق بالطفل على شكل إنفوغرافيك.

البرنامج الثالث للمؤسسة  يختص بالإعلام، وتوزع المؤسسة من خلاله حوالي 10 آلاف نسخة من مجلتها الشهرية المخصصة للأطفال ضمن الداخل السوري والمخيمات مجانًا، بينما تكفل “غراس” 1600 يتيم من خلال تقديمها رواتب شهرية منذ ثلاث سنوات وحتى الآن  ضمن برنامج كفالة الأيتام.

عنب بلدي التقت أسعد أشتر، وهو مدير مكتب حلب لدى منظمة سيريا ريليف، خلال وجوده في افتتاح المركز وقال إن الأطفال “أصبحوا بحاجة إلى هذه المساحات الصديقة والدعم النفسي في حالات الحرب، ونحن نحث المنظمات على أن تضع الطفل ضمن أولويات نشاطاتها”.

وأضاف أشتر “المركز كامل ومتكامل وذو مساحة واسعة أكثر من مراكز مدينة حلب، إذ فيها المساحات الصديقة للطفل ضيقة، وتقع ضمن أقبية خوفًا من تعرضها للقصف”.

عائشة، وهي إحدى المرشدات النفسيات في مركز اعزاز،  تقول إن كل نشاط “يهدف لأن يكون له قيمة تترسخ عند الطفل”، مشيرةً في حديثها لـ”عنب بلدي” إلى أحد الأفكار التي تسيطر على الأطفال في المدارس وهي أنهم لا يستطيعون الحفاظ على استمرارية الصداقات بسبب النزوح، “وهذا ما جعلهم يتوقفون عن بنائها”.

أما شهد، ذات الأعوام التسعة، والتي تزور نادي اعزاز بشكل يومي بعد انتهاء دوامها المدرسي لتتعلم الحاسوب وتلعب، فعبرت لعنب بلدي عن حلمها لتصبح طبيبة أطفال “لأساعدهم كما تقوم الآنسات هنا بمساعدتنا”.

وتعرضت ثلاث مدارس أطفال في مدينة اعزاز للقصف، ودمرت واحدة منها بشكل كامل وخرجت عن الخدمة، فيما يعاني الأطفال فيها من ضعف التعليم فيعمل بعضهم ويلتزم الآخر بالدراسة بنسب متفاوتة، وتبعد المدينة عن جبهات تنظيم “الدولة الإسلامية” قرابة 10 كيلومترات، وتضم عددًا لا بأس به من النازحين داخل المخيمات.

وتعمل مؤسسة غراس منذ ثلاث سنوات في سوريا، ومكتبها الرئيسي في مدينة حلب، وتتوزع مراكزها في أريافها الشمالي والغربي والجنوبي، كما تملك مركزًا للتنسيق في تركيا، ويقول مديرها إن مشاريع ستنفّذ في إدلب قريبًا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة