تشهد مناطق شمال غربي سوريا حالة من الهدوء الحذر منذ أربعة أيام، سبقت ثلاثة منها، لقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنظره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي انعقد في سوتشي الروسية، أمس الأربعاء، 29 من أيلول، بدعوة من بوتين.
وقبل اللقاء التركي الروسي بأيام، قصف الطائرات الروسية محيط قاعدة عسكرية تركية في قرية براد في ريف عفرين الجنوبي، بالصواريخ الفراغية، في 26 من أيلول، ما خلّف قتلى وجرحى من مقاتلي فصيل “الحمزات” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.
وقال صفحة “أخبار عفرين وما حولها” المحلية عبر “فيس بوك” حينها، إن قصفًا روسيًا استهدف ريف عفرين بعد موجة صواريخ استهدفت مجموعات لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مصدرها المنطقة التي تعرضت لاستهداف روسي.
كما استهدف الطيران الروسي، محيط مدينة عفرين بعدة غارات جوية لم تسفر عن ضحايا، ضمن التصعيد الروسي الذي تشنه روسيا للشهر الثاني على التوالي ضد الشمال السوري، بما يتعارض مع اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الجانبين، الروسي التركي، في آذار 2020.
وأعلنت الرئاسة الروسية، في 27 من أيلول، أن اللقاء بين الرئيسين يحمل في أجندته أبرز تطورات الأوضاع في سوريا وأفغانستان وليبيا، لكن التصريحات التي أعقبت لقاءًا مغلقًا استمر لساعتين و45 دقيقة، وانتهى دون إصدار بيان رسمي، أو مؤتمر صحفي مشترك، لم تقدّم تفاصيل حول ما جرى الاتفاق عليه بشكل تفصيلي حيال الملف السوري والوضع في الشمال.
واكتفى الرئيس التركي بعد مغادرته روسيا، بوصف اللقاء الذي عقده مع نظيره الروسي، بالـ”مثمر”، لكنه أكد في كلمة ألقاها قبل اللقاء، أن السلام في سوريا مرتبط بالعلاقات التركية الروسية، وأن الخطوات التي يتخذها البلدان بشلأن سوريا لها أهمية كبيرة.
ونقلت وكالة “رويترز” في 18 من أيلول، عن مسؤول تركي “رفيع”، لم يكشف عن اسمه، أن النقطة الرئيسة على جدول الأعمال لمحادثات بويتن وأردوغان، ستتناول سوريا وبالتحديد إدلب، مشيرًا إلى أن “الشروط المنصوص عليها في اتفاق إدلب لم تنفذ بالكامل”.
وكان فريق “منسقو استجابة سوريا“، وثق الانتهاكات منذ بداية التصعيد العسكري لقوات النظام السوري وروسيا على شمال غربي سوريا، بدءًا من حزيران وحتى 25 من تموز الماضيين، وأظهر التوثيق وصول أعداد الضحايا المدنيين إلى 65، بينهم 29 طفلًا وعشر نساء وخمسة من كوادر العمل الإنساني.
كما وثق الفريق خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 791 مرة، واستهداف أكثر من 19 منشأة خدمية وطبية ومخيمات ومدارس.