صرح مصدر قضائي أن مديرًا إداريًا للمخاطر في شركة “لافارج” للاسمنت في سوريا، اتهم بتمويل الإرهاب.
وقال مصدر قضائي لوكالة ” فرانس برس” الفرنسية، اليوم الخميس 30 من أيلول، إن العضو السابق في القوات الخاصة الأردنية، أحمد الجالودي، وجهت إليه تهمة “تمويل الإرهاب”، في 24 من أيلول الحالي في باريس، في إطار تحقيق حول أنشطة الجماعة في سوريا حتى عام 2014.
ووضع أحمد الجالودي، وهو “مدير المخاطر” لمصنع لافارج في الجلابية شمالي سوريا، تحت الإشراف القضائي بعد استجوابه من قبل قضاة محكمة باريس القضائية.
وافتتح التحقيق القضائي في حزيران، عام 2017، الذي يشتبه أن “لافارج” دفعت قرابة 13 مليون يورو للجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيم “الدولة الإسلامية” للوسطاء، من أجل الحفاظ على نشاط مصنع الأسمنت في سوريا، كما يشتبه في أن “لافارج” تبيع الاسمنت من المصنع إلى التنظيم مباشرة.
وقالت محامية جالودي، نويمي سعيدي كوتييه، للوكالة، “لا جدال في أن أحمد الجالودي كافح طوال حياته ضد التطرف، لا يسعني إلا أن آسف على قرار الاتهام الذي أجده غير عادل”.
سلط تقرير داخلي بتكليف من “LafargeHolcim”، الناتجة عن اندماج “Lafarge” الفرنسية و”Swiss Holcim” في عام 2015، الضوء على تحويلات أموال “لافارج” إلى وسطاء للتفاوض مع “الجماعات المسلحة.
ولكن لطالما عارضت الشركة مسؤوليتها عن وجهة هذه المدفوعات للمنظمات الإرهابية.
وبحسب التقرير، كان سيجمع أحمد الجالودي، معلومات عن حوالي 30 رهينة لدى التنظيم، من بينهم، الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، والمصور البريطاني، جون كانتلي، وكذلك عن الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي تم حرقه حيًا في قفص في عام 2015.
في وثيقة تحقيق جمركي لعام 2019، كشفت التبادلات الإلكترونية التي يظهر فيها أحمد الجالودي أنه على اتصال دائم مع تنظيم “الدولة”.
وبحسب الوثيقة، أبلغ أحمد جالودي، برونو بيشو، ثم فريديريك جوليبو، المديرين السابقين لفرع “لافارج” في سوريا، بالإضافة إلى مدير الأمن، جان كلود فيلارد، باتصالاته بالتنظيم، وإيصاله لمتطلباتهم.
ووجهت لائحة الاتهام إلى الثلاثة بتهمة “تمويل مشروع إرهابي” و”تعريض حياة الآخرين للخطر”.
أحمد الجالودي
عمل الجالودي بوظيفة مدير المخاطر الأول في “لافارج”، وسافر أيضًا إلى الرقة للتعامل مع أحد كبار قادة التنظيم، لمحاولة تأمين إطلاق سراح الطيار الأردني، الذي تحطمت طائرته المقاتلة من طراز “F-16” بالقرب من الرقة.
وعلى مدى ثلاث سنوات، قام الجالودي برحلات متكررة من مصنع “لافارج”، بين الرقة وحلب، وإلى تركيا ثم عمان لإحاطة المسؤولين كل شهر أو نحو ذلك، وكان دوره معروفًا من قبل الجواسيس في فرنسا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والأردن.
وأكدت مصادر أن الجالودي كان من أهم العملاء الذين يديرهم أي جهاز استخبارات داخل أراضي التنظيم، حيث يغذي بمعلومات منتظمة عن تحركات التنظيم وقيادته، ولا سيما مكان وجود الرهائن الذين احتفظوا بهم.
وفي أوائل عام 2014، ساعد الجالودي في تأكيد أن الرهائن، بمن فيهم صحفيون وعمال إغاثة، محتجزون في محطة “العكيرشي” النفطية في ضواحي الرقة.
واستولى تنظيم “الدولة” على المصنع، بالقرب من الجلابية، في أواخر عام 2014، وأُطيح به خلال حملة جوية للتحالف، ثم احتلت فرق القوات الخاصة الأمريكية والفرنسية المصنع مع اشتداد المعركة لهزيمة التنظيم.
“لافارج” هي شركة عالمية رائدة في مواد البناء، لديها أكثر من 2500 مصنع في جميع أنحاء العالم، بلغت قيمة استثمارها في سوريا في عام 2007 حوالي 600 مليون يورو في ذلك الوقت، وكانت تعتبر علامة تجارية فرنسية مؤثرة في الشرق الأوسط.