أطلقت الأمم المتحدة مبادرة عالمية تهدف إلى مساعدة الدول في استرجاع مواطنيها العالقين بمخيمات اللاجئين في سوريا والعراق.
وقالت الأمم المتحدة، الأربعاء 29 من أيلول، إن المبادرة المعنية بدعم العائدين من مواطني دول ثالثة في سوريا والعراق، تهدف إلى “مساعدة عشرات الدول الأعضاء بمعالجة وضع آلاف الأطفال والعائلات الأجانب بمراكز الاحتجاز والمخيمات المغلقة في هذين البلدين”، مشيرة إلى أن بعض الدول بدأت بالفعل في إعادة رعاياها إلى موطنهم الأصلي.
وأضافت المنظمة الدولية أن “ما لا يقل عن 42 ألف امرأة وطفل أجنبي، معظمهم دون سن 12 عامًا، ما زالوا يعيشون في ظروف مزرية ومكتظة داخل المخيمات المتواجدة بمناطق شمال شرقي سوريا”.
ولفتت إلى أن آلاف الرعايا الأجنب تم احتجازهم على عجل في معتقلات ومعسكرات، عقب القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”.
الدعم التقني والمالي للعائدين
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ذكّر في رسالة مصورة بأن العديد من هؤلاء الأشخاص “أمضوا الآن أكثر من خمس سنوات في ظروف قاسية تفتقر إلى الخدمات الأساسية”.
وأشار غوتيريش إلى أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وعلى المجتمع الدولي إيجاد علاج شامل لهذه الأزمة.
ولفت إلى أن المبادرة توفر حلًا لإنهاء هذه الأزمة من خلال تقديم الدعم التقني والمالي لتلبية الاحتياجات الحقوقية والإنسانية العاجلة للعائدين من سوريا والعراق، إضافة للاستجابة للمخاوف المتعلقة بالعدالة والأمن بطريقة تتناسب مع العمر وتراعي اعتبارات النوع الاجتماعي، مع حماية الأطفال والضحايا.
وحثّ المسؤول الأممي الدول الأعضاء على الاستفادة من هذه المبادرة، كما دعا مجتمع المانحين إلى المساهمة بسخاء في الصندوق الاستئماني التابع لإطار العمل.
من جانبها قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، هنرييتا فور، إن المبادرة هي نتاج تعاون وشراكة بين العديد من الأشخاص العاملين بمكاتب تابعة للأمم المتحدة ومنها، “مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب”، و”مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان” و”هيئة الأمم المتحدة للمرأة”
وبيّنت فور أن على الدول الأعضاء تقديم الدعم النفسي والتعليمي للأطفال، وتأمين القبول الاجتماعي لهم وتجنيبهم وصمة العار، وعدم إبعاد الأطفال عن أمهاتهم لاسيما عندما تواجه الأم القضاء.
وفاة طفلين كل أسبوع في “الهول”
تشكل عملية استعادة الدول الغربية لمواطنيها المقاتلين سابقًا في تنظيم “الدولة الإسلامية” وأطفالهم قضية جدل.
وحذرت منظمة “أنقذوا الطفولة” من وفاة الأطفال الأجانب الذين تخلت عنهم دولهم في مخيمي “الهول” و”روج” شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أن 62 طفلًا فارقو الحياة في “الهول” خلال العام الحالي.
وقالت المنظمة في تقرير حمل عنوان، “متى سأبدأ العيش؟”، إن “الكثير من أغنى دول العالم فشلت في إعادة غالبية أطفالها العالقين في مخيمي (روج) و(الهول) شمال شرقي سوريا، حيث يقول الشباب إن حياتهم تتلاشى ببساطة بسبب العنف والمرض الذي يشكّل خطرًا يوميًا”.
وأحصت المنظمة وفاة 62 طفلًا في مخيم “الهول” خلال العام الحالي، أي بمعدل طفلين كل أسبوع، لأسباب عدة.
وعزت المنظمة حالات الوفيات بين الأطفال إلى الأمراض التي يمكن تجنبها، ونظام الرعاية الصحية الذي بالكاد يعمل، وسوء المياه والصرف الصحي، وسوء التغذية.
كما قُتل 73 شخصًا على الأقل، بينهم طفلان، في “الهول” هذا العام، نتيجة الحوادث الأمنية التي يشهدها المخيم بين الحين والآخر، وفقًا للمنظمة.
ويقطن في مخيمي “روج” و”الهول” نحو 40 ألف طفل من 60 دولة حول العالم، ويعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية.