يعاني مدنيو محافظة السويداء من عجز المستشفيات الحكومية عن توفير المواد الأساسية التي يفترَض تقديمها للمراجعين مجانًا، في حين تبرر الكوادر الطبية عدم توفر هذه المواد بنقص من المصدر في وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام.
وقال مراسل عنب بلدي في السويداء، نقلًا عن مدنيين من المدينة، إن مستشفيات المحافظة الحكومية صارت عاجزة عن تأمين حتى جبيرة وبعض مسكّنات الألم البسيطة منذ عدة أشهر.
في حديث لعنب بلدي، قال ممرض في مستشفى “السويداء الوطني”، تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، إن المستشفى يعاني من انقطاع الجبائر والمواد الخاصة بكسور العظام، والعديد من المستلزمات الطبية الضرورية.
في حين يعاني المرضى من عدم إمكانية تأمين المواد الخاصة بالجبائر من خارج المستشفى، إذ صار شراؤها يكلّف المدنيين مبالغ باهظة، ما دفعهم إلى طلب المساعدة من جهات فاعلة في المحافظة، من وجهاء ومنظمات، لتأمين ثمن هذه المستلزمات، أو اقتراض بعض المال لمثل هذه الأمور التي تعد بسيطة، بحسب حديث مدنيين لعنب بلدي.
أحمد (28 عامًا)، وهو مدني عانى من الإصابة بكسر في يده إثر حادث سير، قال لعنب بلدي، إنه اضطر إلى شراء المواد اللازمة لجبيرة يده من خارج المستشفى “الوطني” في المدينة، على الرغم من أن هذه الخدمات يجب أن تُقدم بشكل مجاني.
وأضاف أن ثمن المواد اقترضها من أحد أقربائه، بسبب غلائها وعدم قدرته على دفعها، واعتبر أنه من غير الممكن أن تستمر الحال على ما هي عليه في المستشفى “الوطني”، مع حوادث السير المتكررة في المحافظة، ووجود إصابات كثيرة.
وبحسب الممرض العامل في المستشفى “الوطني”، فإن احتكار الوزارة لشراء المستلزمات الطبية “دون دراسة واقع وطبيعة كل مستشفى وما يلزمه بشكل خاص”، أدى الى خلل كبير في عمل معظم مستشفيات القطر، وكان لمستشفى السويداء النصيب الأكبر بهذا الخلل.
ويشهد القطاع الصحي في عموم سوريا سوءًا في الخدمات المقدمة للمواطن، خصوصًا مع عودة جائحة “كورونا” إلى الواجهة، وإعلان وزارة الصحة نقل مصابي الفيروس من دمشق إلى حمص، بعد امتلاء مستشفيات العاصمة.
وكان المدير الإقليمي لمنطقة شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، قال نهاية العام الماضي، إن الناس يعانون في سوريا بسبب نقص الأدوية اللازمة لأمراض معيّنة، مثل مرض ارتفاع ضغط الدم والسكري والفشل الكلوي، مبينًا أن منظمة الصحة العالمية تواصل تقديم الإمدادات.
وتحدث عن تعرّض المعدات الطبية المستخدمة في مناطق سيطرة النظام للضغط الشديد، بسبب ارتفاع الطلب عليها، والقيود المفروضة على استيراد قطع الغيار، ما أثّر على القطاع الصحي.
–