الحسكة.. الشرطة المدنية تُضرب عن العمل بسبب تجاوزات “الجيش الوطني”
بدأت الشرطة المدنية التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة” في ريف الحسكة، إضرابها بشكل تام قيادة وعناصر عن العمل احتجاجًا على تجاوزات “الجيش الوطني” صاحب النفوذ في المنطقة.
وجاء الإضراب، الذي بدأ في 26 من أيلول الحالي، بعد خلاف بين عناصر من الشرطة ومقاتلين يتبعون لأحد فصائل “الجيش الوطني السوري” في رأس العين بريف الحسكة.
وفي حديث لعنب بلدي، قال أحد الضباط القياديين في الشرطة المدنية لعنب بلدي، تحفظ على اسمه لدواعٍ أمنية، إن تعليق عمل الشرطة سيستمر حتى إيجاد حل لعناصر ومجموعات “الجيش الوطني” الذين وصفهم بـ”المنفلتين والخارجين عن القانون”.
وأضاف الضابط في الشرطة المدنية، أن دورية تتبع للشرطة المدنية في مدينة رأس العين توجهت لإلقاء القبض على أحد المطلوبين بجرم جنائي في المدينة، وفي الطريق اعترضها مقاتلون في حاجز يتبع لمجموعة “كريّم” في “فرقة الحمزة” (الحمزات)، واعتدوا على الدورية بالضرب، والتي كان على رأسها رئيس مخفر مدينة رأس العين.
حجّة الفصيل أنه لا يريد وجود أي عنصر من عناصر الشرطة المدنية في مناطق نفوذه، بحسب الضابط، بسبب خلاف قديم نشب بين المجموعة التابعة لـ”الجيش الوطني” والشرطة المدنية في ريف الحسكة، منتصف آب الماضي.
في حين أشار الضابط في الشرطة، إلى أن الشرطة العسكرية في المنطقة وقيادات “الجيش الوطني” لم يتجاوبوا مع أي مطالب لإيقاف انتهاكات المجموعة التابعة لفصيل “الحمزات”، ما دفع بالشرطة المدنية إلى الإضراب عن العمل.
وشمل الإضراب العديد من الأقسام، منها قسم “الكوماندوس”، و”الحراسات”، و”العمليات”، وشرطة المرور، وقوات “المكافحة”، والاستخبارات، بالإضافة إلى تعليق عمل الحواجز الأمنية التي تديرها الشرطة المدنية في الشمال، حتى إيجاد حل جذري لهذه الانتهاكات.
وعلى خلفية الإضراب، أصدرت الشرطة العسكرية التابعة لـ”الجيش الوطني”، في 26 من أيلول الحالي، بيانًا قالت فيه إنها ستبدأ بالتحقيق في الحادثة، مشيرة إلى أنها اعتقلت بعض المقاتلين في “الجيش الوطني” ممن يشتبَه بضلوعهم في الاعتداء.
انتهاكات وصلت إلى اقتحام منازل عناصر الشرطة
منتصف آب الماضي، نشب خلاف بين الشرطة المدنية وبين مجموعة “كريّم” التابعة لفصيل “الحمزات” في مناطق نفوذ “الجيش الوطني” المدعوم تركيًا بريف الحسكة، وعلى إثر المشكلة، هاجمت مجموعات من “الحمزات” منازل عناصر في الشرطة المدنية بمدينة رأس العين.
وقال الضابط في الشرطة المدنية لعنب بلدي، إن اعتداء ممنهجًا على منازل عناصر الشرطة حصل آنذاك، إذ اقتحمت مجموعات “الحمزات” منازل العناصر، واعتدت عليهم بالضرب بحضور عائلاتهم وأطفالهم.
وفي 22 من آب الماضي، تعرض عناصر الشرطة المدنية في المستشفى “الوطني” لاعتداء من قبل عناصر في الشرطة العسكرية التابعة لـ”الجيش الوطني”، بعد منع الشرطة المدنية عناصر من العسكرية بالدخول إلى حرم المستشفى بسلاحهم الفردي، إذ تطور الخلاف لتبادل إطلاق النار بين الطرفين.
وأدت الاشتباكات حينها إلى إصابة ستة عناصر من الشرطة العسكرية بينهم أربعة نُقلوا إلى تركيا.
ومنذ هذه الحادثة، صار عناصر الشرطة المدنية يتعرضون لاعتداءات بشكل مستمر من قبل فصائل المنطقة التابعة لـ”الجيش الوطني”، بحسب الضابط.
وإثر الخلاف في المستشفى، هاجم عناصر من “الجيش الوطني” والشرطة العسكرية المقر الرئيس للشرطة المدنية، إلا أنهم لم يتمكنوا من اقتحام المبنى بعد جرح خمسة عناصر من القوات المهاجمة، ما دفعهم للانسحاب والبدء باعتراض طريق عناصر الشرطة المدنية في الشوارع ومهاجمة منازلهم انتقامًا للاشتباك في مبنى الشرطة المدنية، بحسب ما قاله ضابط في الشرطة المدنية لعنب بلدي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :