عقد ممثلون من إيران والمملكة العربية السعودية جولة جديدة من المحادثات في العاصمة العراقية بغداد، وفقًا لمسؤولين عراقيين.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الاثنين 27 من أيلول، عن مسؤول عراقي، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قوله، إن ممثلين عن إيران والسعودية عقدوا جولة جديدة من المحادثات في بغداد، وهو الاجتماع الأول من نوعه منذ تسلّم الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، منصبه، في آب الماضي.
وأوضح المسؤول أن الاجتماع الثنائي، الذي عُقد الأسبوع الماضي، بحث “المسائل العالقة بين البلدين وفقًا لخارطة طريق تم الاتفاق عليها سابقًا بما في ذلك التمثيل الدبلوماسي بين البلدين”.
ووصف المسؤول العراقي المحادثات الإيرانية- السعودية بأنها “إيجابية”، دون الإشارة إلى ما تم إحرازه من تقدم، في حال وجوده.
ولعب العراق مؤخرًا دور الوسيط الإقليمي بين الخصمين اللذين غالبًا ما كان لتنافسهما عواقب خطيرة في هذا البلد، وأماكن أخرى بالمنطقة، وفقًا للوكالة.
محادثات مستمرة
وكان الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، قال في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 22 من أيلول الحالي، إن “إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون”.
وأضاف أن هذه العلاقات يجب أن تُبنى على “الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقف جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة”.
وعقب تصريحات العاهل السعودي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في حديث لوكالة “إرنا” الإيرانية، “أجرينا عدة جولات من المحادثات مع الحكومة السعودية في بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت محادثات جيدة بشأن العلاقات الثنائية، وحققت تقدمًا جادًا للغاية بشأن أمن الخليج”.
وأضاف، “نعتقد أنه إذا أولت حكومة المملكة العربية السعودية اهتمامًا جادًا برسالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن حل المشكلات في المنطقة يكمن داخل المنطقة نفسها، وأنه يجب أن نتوصل إلى آلية إقليمية شاملة، حينها يمكن أن تكون لدينا علاقة مستقرة وجيدة بين البلدين المهمين في المنطقة، وهما إيران والسعودية”.
وأكد خطيب زاده أن المحادثات مع السعودية لم تتوقف أبدًا، وقد تم تبادل الرسائل على المستوى المناسب عقب تولي حكومة إبراهيم رئيسي مهامها.
وفي أيار الماضي، تحدث عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفائز، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، عن مباحثات سعودية- إيرانية عبر وساطة عراقية، وقال إن “المحادثات جرت في بغداد بوساطة عراقية لتقريب وجهات النظر، وبطلب من الطرفين الإيراني والسعودي بأن يكون العراق هو ساحة المفاوضات لغرض تصفية الأجواء بين الدولتين وتقريب وجهات النظر”.
وأضاف حينها، “هناك عدة جولات من المحادثات ستُعقد بين الطرفين خلال الفترة المقبلة. الجولة المقبلة في بغداد التي لم يُحدد موعدها بعد، وبعدها ربما ستُعقد على أراضي إحدى الدولتين بالتبادل”.
أبرز القضايا الخلافية بين إيران والسعودية
وكانت السعودية قطعت جميع علاقاتها الدبلوماسية رسميًا مع إيران في عام 2016، بعد هجوم طال سفارتها في طهران على يد محتجين على إعدامها رجل الدين الشيعي نمر النمر.
ويعد ملف اليمن أبرز الخلافات بين السعودية وإيران الذي أدى إلى تصاعد النزاع بينهما عام 2015، وتتهم الرياض طهران بدعم جماعة “الحوثيين” (أنصار الله) الذين يسيطرون على مناطق واسعة شمالي اليمن أبرزها صنعاء، وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري لدعم القوات الحكومية اليمنية المعترف بها دوليًا.
كما تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي، وتتّهمها بـ”التدخّل” في شؤون دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، إلى جانب تخوفها من البرنامج النووي لإيران وقدراتها الصاروخية.
–