مدّدت حكومة النظام السوري فترة السماح للمستوردين باستيراد النحل وملكاته ومنتجات خلية النحل المختلفة وجميع مستلزمات تربية النحل، عدا العسل، لغاية 30 من حزيران عام 2022.
وقالت رئاسة مجلس الوزراء اليوم، الاثنين 27 من أيلول، عبر بيان، إن رئيس المجلس، حسين عرنوس، وافق على توصية اللجنة الاقتصادية باستيراد مستلزمات تربية النحل، بشرط التقيّد بالتعليمات الناظمة للحجر الصحي وأحكام القرار الناظم لاستيراد منتجات نحل العسل وملكاته ومنتجات النحل بأشكالها كافة.
وأضاف البيان أن تمديد التصدير يهدف لدعم القطاع بالمستلزمات الضرورية لتأمين احتياجاته واستمراره وتطويره وتأمين حاجة السوق المحلية من العسل، ولأهمية قطاع النحل في تأمين فرص عمل للعديد من المربّين.
وسبق أن صرّح رئيس “أمانة سوريا لاتحاد النحالين العرب”، إياد دعبول، في 5 من أيلول الحالي، لجريدة “البعث” الحكومية، أن أعداد الخلايا انخفضت من 760 ألف خلية قبل الحرب إلى 150 ألفًا حتى عام 2017، الذي وصفه بأنه “عام الانطلاق من جديد، والتدخل الإيجابي للأمانة من خلال إعادة تعويض الفاقد من خلايا النحل”.
وأضاف دعبول أن أعداد خلايا النحل وصلت بين عامي 2017 و2021 إلى قرابة الـ500 ألف خلية.
واعتبر دعبول أن زيادة الإنتاج قوبلت بضعف الاستهلاك في السوق المحلية ووجود فائض في الإنتاج، الأمر الذي “أوجد حاجة للتصدير”.
ويقدّر سعر العسل الطبيعي بين 20 و30 ألف ليرة سورية، وفق دعبول، الذي يراه “سعرًا منخفضًا مقارنة بالسعر العالمي”.
ويعاني السوريون على اختلاف مناطق إقامتهم في سوريا ظروفًا اقتصادية ومعيشية صعبة، بسبب تدهور الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وتراجع القدرة الشرائية بسبب زيادة نسب التضخم وارتفاع الأسعار.
ويعاني 12.4 مليون شخص في سوريا، أي نحو 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، في “أسوأ” حالة أمن غذائي شهدتها سوريا على الإطلاق.
ويعد هذا الرقم أعلى نسبة سُجلت على الإطلاق، وفقًا لنتائج تقييم الأمن الغذائي على مستوى البلاد الذي أُجري في أواخر عام 2020، بحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي (WFP).
وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، إذ يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا.
تدهور في سلالة النحل السوري نتيجة الاستيراد
تحدث تقرير نُشر في موقع “البعث“، في عام 2019، عن تراجع تربية النحل ودخول ملكات مصرية مهربة غير جيدة أثّرت على السلالة السورية.
وبحسب التقرير، فإن “التقصير والإهمال” من قبل مراكز الأبحاث ومشروع تطوير النحل الذين لم يحافظوا على سلالة النحل السوري الصافي ببنك مورثات خاصة به جعل النحل المحلي “هجينًا” بهدف التهافت للحصول على زيادة في إنتاج العسل، كما أن النحل الإيطالي الذي دخل بالاستيراد لم يتلاءم مع البيئات في بعض المحافظات.
وصرّح رئيس الجمعية النوعية المركزية لمربّي النحل التابعة للاتحاد العام للفلاحين، بسام نضر، عن تدهور سلالة النحل السوري والوقوع في مشكلة تهجين السلالة، وذلك “لأنه أصبح في معظمه هجينًا، إذ كان من المفترض وجود بنك مورثات لدى مراكز الأبحاث كما في دول العالم، ويجب أن يكون هناك تهجين للوصول إلى الصفات الجيدة وتحسين السلالة”.
وتنقسم سلالة النحل السوري إلى “السيافي” و”الغنامي”، وبالنسبة لنوع “السيافي” فهو يتأقلم مع البيئة السورية ومقاوم للدبّور الشرقي ويتحمل الحرارة العالية (جماع للعسل)، ولكنه يميل إلى الشراسة، وكان من المفترض أن يقوم مشروع تطوير النحل بتحسين هذه السلالة، وفق نضر، أما “الغنامي” فهي “سلالة هادئة أقل شراسة وجماعة للعسل وتقاوم الدبور الشرقي”.
–