“لا مأوى لنا”.. طلاب يعانون ارتفاع إيجارات السكن الجامعي في تركيا
“كانتا أسوأ سنتين في حياتي وعانيت مع بقية الطالبات، كنا ستة أشخاص في غرفة واحدة، وحاليًا يجب أن أدفع 400 ليرة تركية تكلفة إيجار غرفة يشاركني فيها أربعة أشخاص ”
هذا ما قالته رغد، الطالبة في السنة الرابعة بكلية الصيدلة في جامعة “أرضروم” التركية، والتي كانت تسكن مع ستة أشخاص في السكن الحكومي قبل الانتقال إلى التعليم عن بُعد.
وكانت رغد تدفع 200 ليرة تركية للسكن الخاص قبل سنتين، لكن إيجار غرفة لأربعة أشخاص أصبح يتراوح بين 500 و900 ليرة تركية، بحسب ما ذكرته.
ومع بداية العام الدراسي، يواجه الكثير من الطلاب صعوبات في إيجاد السكن المناسب لهم، كما أنهم تفاجؤوا بعد غياب عامين عن الدراسة بسبب جائحة “كورونا”، بارتفاع الإيجارات في السكن الحكومي والخاص.
“لا مأوى لنا“
واعتراضًا على الارتفاع الكبير في إيجارات المنازل والمساكن الطلابية، احتجت مجموعة من الطلاب الأتراك في حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت هاشتاغ “لا مأوى لنا” (Barınamıyoruz)، وذلك من أجل إيصال أصواتهم للسلطات، كما أنهم عبّروا عن غضبهم من خلال المبيت في الليل على مقاعد الحدائق العامة.
Abartılı bir tepki vermiyoruz, komşunuz olmak yerine keyfimizden sokaklarda yatmıyoruz. Milyonlarca öğrencinin ortak hikayesini anlatıyoruz. Sen de dinle, destek ol, bize katıl.
Barınma temel haktır, hakkımız olanı alacağız.#barınamıyoruz pic.twitter.com/W9KRUw9HpG
— Barınamıyoruz Hareketi (@barinamayanlar) September 19, 2021
وقال الطلاب إنهم أصبحوا “بلا مأوى”، بسبب الزيادة في الإيجارات التي تتراوح بين 70% و290% في جميع أنحاء تركيا.
وذكروا أن أقل رسوم في السكن الخاص هي 1250 ليرة، وتصل إلى 8000 ليرة تركية في اسطنبول، ويبلغ إيجار الغرفة التي ليست بها نافذة بسرير مفرد وخزانة 900 ليرة، ويجب على الطلاب الذين يرغبون في البقاء بظروف جيدة دفع ما لا يقل عن 2000 ليرة تركية شهريًا، حسب قولهم.
استغلال الطلاب الأجانب ورفضهم
كثير من أصحاب البيوت أو المكاتب العقارية لا يقبلون تأجير الأجانب، وبعضهم يكتب ذلك في إعلانه على مواقع الانترنت، وبعضهم أيضًا يوافق على تأجير الأجنبي لكن بسعر مرتفع لبيت بحالة مزرية.
كما يطلب الكثير منهم مبالغ كبيرة كتأمين، إضافة إلى “كمسيون” المكتب، حتى إن بعضهم يطلب إيجار سنة كاملة أو ستة أشهر دفعة واحدة.
وقال عبد السلام، طالب في كلية الطب سنة ثانية لعنب بلدي، إنه يبحث منذ أسبوع عن شقة للإيجار في مدينة اسطنبول.
وأضاف أنه عانى مع أصحاب المنازل كونه أجنبيًا، فكلما ذهب لمعاينة منزل ومقابلة مالكه، يتراجع المالك عن تأجيره، بالإضافة إلى أن الأسعار لغرفة وصالة أو “استديو” (غرفة ضمنها مطبخ)، لا تقل عن 2000 ليرة تركية (تعادل 225 دولارًا أمريكيًا)، ولذلك بدأ بالبحث عن سكن طلابي خاص لعله يكون أقل سعرًا من إيجار شقة خاصة.
ويعاني الذين يرغبون بالسكن الطلابي الخاص، من اشتراط توقيع عقد سنوي وتعهّد بدفع كامل الإيجار السنوي، حتى لو خرج الطالب بعد شهر أو شهرين من السكن.
أنواع السكن الطلابي
يوجد العديد من أنواع السكن الطلابي في تركيا، منها الحكومي، والوقفي، والخاص، وتوجد شقق طلابية مشتركة، إضافة إلى الشقق الخاصة.
والكثير من الطلاب يعتمدون على السكن الجامعي الحكومي (KYK)، وهو سكن تابع لوزارة الشباب والرياضة التركية، وله قرابة 769 فرعًا في مختلف الولايات، ويتميز بأنه رخيص، لكنه قد لا يكون مريحًا، بسبب عدد الطلاب الذي قد يصل إلى ستة في الغرفة الواحدة.
يطلب السكن الجامعي الحكومي في تركيا من الطلاب الأجانب التقديم على مفاضلة للتسجيل، لكن فرصة القبول بالمفاضلة في أغلب الأحيان تكون من نصيب طلاب المنحة التركية أو الطلاب الأتراك.
وذكر علي فاضل كاساب، النائب في حزب “الشعب الجمهوري” المعارض (CHP)، أن 20 من أصل 100 طالب جامعي فقط يمكنهم العثور على سكن جامعي، وأن 700 ألف فقط من حوالي ثمانية ملايين طالب يدرسون في التعليم الرسمي النشط في تركيا يمكنهم الإقامة في السكن الحكومي التركي.
وبلغ عدد الطلاب السوريين في العام الدراسي 2018- 2019، 27 ألفًا و34 طالبًا سوريًا في مختلف الجامعات التركية، بحسب بيانات موقع وزارة التربية والتعليم التركية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :