يُدلي الناخبون الألمان بأصواتهم في انتخابات تشريعية تحدد نتائجها خليفة المستشارة، أنجيلا ميركل، التي ستتنحى بعد 16 عامًا قضتها في الحكم.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها، اليوم، الأحد 26 من أيلول، في الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي، وانطلقت الانتخابات التي يتنافس فيها الاشتراكيون الديموقراطيون والمحافظون على منصب المستشارية.
ويمثل “الحزب الاشتراكي الديمقراطي”، أولاف شولتس، البالغ من العمر 63 عامًا، والذي عمل مع ميركل كوزير للمالية خلال السنوات الأربع الماضية.
ويشكل مرشح “حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، أرمين لاشيت، البالغ من العمر 60 عامًا، منافسه الرئيس، والذي خلف ميركل برئاسة الحزب في كانون الثاني الماضي.
وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” بفارق طفيف بحصوله على 25% من نوايا الأصوات مقابل 22 إلى 23% للمحافظين.
وللمرة الأولى نافس “حزب الخضر” بشكل جدي على منصب المستشارية، قبل أن تشهد شعبية مرشحته، أنالينا بيربوك، انخفاضًا، وتشير التوقعات إلى أنه سيحتل المركز الثالث بفارق كبير.
أولاف شولتس
تسلم منصب وزير المالية في حكومة ميركل الرابعة، وشغل منصب نائبها، وقبل دخوله الحكومة شغل منصب عمدة مدينة هامبورغ بين عامي 2011 و2018.
لمع اسمه على ضوء الإجراءات التي اتخذتها حكومته، لمواجهة انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، إذ خصصت دعمًا ماليًا كبيرًا للمتضررين من الفيروس.
وخلال حملته الانتخابية قال شولتس إنه يحارب من أجل “تغيير كبير في البلد”، معربًا عن أمله في تشكيل حكومة بين حزبي “الاشتراكي الديمقراطي” والخضر”.
أرمين لاشيتن
عمل صحفيًا سابقًا، ويعد محافظًا معتدلًا، وبقي حتى عام 2010 وزيرًا للاندماج في أكبر ولاية من حيث عدد السكان في ألمانيا، وأيّد ميركل فيما يخص سياسة استقبال اللاجئين في عام 2015.
في عام 2017 ترأس منطقة شمال الراينوستفاليا المكتظة بالسكان في غربي ألمانيا، وفي عام 2018، تحفّظ على الترشح لرئاسة الحزب.
ويعرف عنه موقفه الليبرالي المنفتح فيما يتعلق بتقبل الأجانب بما يتعارض مع الدوائر المحافظة داخل الحزب “المسيحي الديمقراطي”.
دافع لعدة مرات للاعتراف رسميًا بالإسلام كمكون من مكونات المجتمع الألماني كالمسيحية واليهودية، بينما يمثّل خطًا متشددًا على صعيد السياسة الأمنية.
16 عامًا من حكم ميركل
وكانت ميركل أعلنت في كلمة متلفزة بشهر كانون الأول الماضي، عدم ترشحها في الانتخابات المقبلة.
وأشارت ميركل إلى أن عام 2020 كان الأصعب خلال قيادتها ألمانيا، وقالت بهذا الصدد، “أظن أنني لا أبالغ عندما أقول: لم يحدث قط على مدى 15 عامًا الماضية أن كان العام الماضي بهذا القدر من الثقل. ولم يحدث قط، رغم كل المخاوف وبعض الشكوك، أن كان تطلّعنا إلى العام الجديد بهذا القدر من الأمل”.
وكانت ميركل قادت ألمانيا والاتحاد الأوروبي خلال أزمات عدة، منها الأزمة المالية في عام 2008، وأزمة الديون اليونانية في العام التالي، وأزمة المهاجرين قبل خمسة أعوام.
وأدت سياسة اللجوء التي اتبعتها المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى جدل واسع في ألمانيا، وأطلق عليها بعضهم “ماما ميركل”، بحسب “DW“.