قال قائد مقر خاتم الأنبياء التابع لـ “الحرس الثوري الإيراني”، غلام علي رشيد، إن القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، كان قد جهز ستة جيوش خارج إيران لردع الاعتداءات عليها.
وفي تصريح نقله موقع قناة “الجزيرة“، السبت 25 من أيلول، قال رشيد إن سليماني كان قد أبلغ قادة القوات المسلحة الإيرانية قبل اغتياله بثلاثة أشهر، أنه قام بتنظيم ستة جيوش خارج الأراضي الإيرانية، بمساعدة الجيش الإيراني، و”الحرس الثوري”.
ونقل رشيد عن سليماني أنه أنشأ محورًا من ستة جيوش يبدأ من الحدود الإيرانية، ويصل إلى شواطئ البحر المتوسط.
وأضاف أن هذه الجيوش والحشود الشعبية تتمركز في مساحة تصل إلى أكثر من ألف و500 كيلومتر.
وبيّن رشيد أن هذه الجيوش هي: “الجيش السوري، وحزب الله اللبناني، والحشد الشعبي في العراق، وقوات أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في فلسطين”.
واعتبر سليماني أنه “في حال أراد العدو استهداف نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، فعليه أن يواجه هذه الجيوش أولًا”.
وأشار قائد مقر خاتم الأنبياء إلى أن هذه الجيوش هي “القوة الرادعة أمام الاعتداءات على إيران”، بحسب تعبيره.
وكانت القوات الأمريكية قتلت سليماني ونائب رئيس “الحشد الشعبي” في العراق، أبو مهدي المهندس، في غارة نفذتها مروحياتها بالقرب من مطار بغداد الدولي، في 3 من كانون الثاني 2020.
ويُعتبر سليماني من أبرز القياديين الإيرانيين الذين ينفذون ويرسمون السياسة العسكرية لإيران في سوريا، خلال سنوات الحرب الماضية.
تسلّم سليماني قيادة “فيلق القدس” منذ عام 1998، وهي ميليشيا مسؤولة أساسًا عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية، وهو من قدامى المشاركين في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، خلال الحرب العراقية الإيرانية، وقاد فيلق “41 ثار الله”.
ذاع صيت سليماني المولود في مدينة كرمان الإيرانية عام 1957، في السنوات الماضية، لمشاركته بالعمليات العسكرية المساندة لقوات النظام السوري في سوريا، و”الحشد الشعبي” في العراق.
في بداية حياته، اشتغل سليماني كعامل بناء، إذ لم يحصل سوى على الشهادة الثانوية، ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان حتى نجاح “الثورة الإسلامية” في إيران عام 1979، لينضم إلى “الحرس الثوري”، الذي أُسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد آية الله الخميني، وتدرج حتى وصل إلى قيادة “فيلق القدس” عام 1998.
وفي منتصف عام 2012 تدخل سليماني في العمليات العسكرية الداعمة للنظام السوري، حين بدأ الأخير يُظهر عجزًا بالتصدي للمعارضة في مدينة القصير بريف حمص الغربي، التي سيطرت عليها لاحقًا ميليشيات تتبع لإيران وتتلقى دعمًا منها، بينها “حزب الله” اللبناني.
توالى بعد ذلك ظهور قاسم سليماني في مدن سورية عدة، منها حلب عقب تهجير سكان الأحياء الشرقية عام 2016، والبوكمال مطلع عام 2018، حيث كان يدير العمليات العسكرية ضد مقاتلي تنظيم “الدولة”، إضافة إلى زيارات عدة أجراها إلى دمشق، والتقى فيها برأس النظام، بشار الأسد.
وفي 2011 قام علي خامنئي، بترقية سليماني من لواء إلى فريق في “الحرس الثوري”، ويطلق خامنئي على سليماني لقب “الشهيد الحي”.
تولى سليماني بأمر من خامنئي مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول، منها لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان، حيث يختار كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط “الحرس الثوري” الإيراني، أي إنه يدير مشروع النفوذ الإيراني على نطاق أوسع من البلدان العربية، وليس في المنطقة العربية وحدها، ويعتبره البعض القائد الفعلي للجناح العسكري لـ”حزب الله” اللبناني.