وثق “الدفاع المدني السوري” أكثر من 272 هجومًا من قبل القوات الروسية على الأراضي السورية، سبب كل منها أكثر من عشر ضحايا (قتلى ومصابين)، وأسفرت بمجموعها عن مقتل نحو ألفين و448 شخصًا، إضافة إلى إصابة أربعة آلاف و658 شخصًا.
كما أحصى في بيانه الصادر اليوم السبت، 25 من أيلول، مع اقتراب الذكرى السادسة لتدخل القوات الروسية إلى جانب النظام السوري، في 30 من أيلول، عام 2015، ما لا يقل عن 184 هجومًا أسفر كل منها عن وقوع مجزرة (خمسة قتلى وأكثر)، قُتل خلالها ألفان و271 شخصًا.
ووفق البيان، تركزت الهجمات على مراكز المدن ومنازل المدنيين والمرافق الحيوية، بغرض تهجير المدنيين، وتدمير كافة أشكال الحياة.
واستهدفت 68% من الهجمات البالغ مجموعها خمسة آلاف و586 هجومًا، منازل المدنيين، بواقع ثلاثة آلاف و805 هجمات.
وجاءت الحقول الزراعية بالمرتبة الثانية بنحو 885 هجومًا تشكل 16% من مجموع الهجمات الروسية.
وطالت المحال التجارية 330 هجمة روسية بمعدل 6% من الهجمات، تلتها المشافي والمراكز الطبية بنحو 70 هجومًا، ثم مراكز “الدفاع المدني” بنحو 60 هجومًا، إلى جانب 53 هجومًا تعرضت لها الأسواق الشعبية.
كما تعرضت المدارس لـ46 هجومًا، إضافة إلى تعرض مخيمات نازحين إلى 23 هجومًا، وأماكن العبادة لـ35 هجومًا، ثم الأفران التي تعرضت لـ18 هجومًا روسيًا، إضافة لهجمات طالت مبانٍ عامة ومحطات وقود وغيرها من المرافق.
ووزع البيان الهجمات وفق المنطقة الجغرافية التي شهدتها كما يلي:
– إدلب: ثلاثة آلاف و759 هجومًا
– حلب وريفها: ألف و175 هجومًا
– حماة: 521 هجومًا
– ريف دمشق: 255 هجومًا
– درعا: 205 هجمات
– حمص ودمشق: 50 هجومًا
وكان عام 2019، الأعنف بعدد الهجمات الروسية، إذ سجّل بيان “الدفاع المدني” ألفًا و567 هجومًا في ذلك العام، مقابل ألف و64 هجومًا في عام 2016، وألف و41 هجومًا في عام 2017، وهي السنوات الأكثر تعرضًا للهجمات، تلاها عام 2020، بـ821 هجومًا، بينما بلغ عدد الهجمات الروسية في العام الحالي 98 هجومًا.
وركزت روسيا بما يفوق 90% من هجماتها، على الغارات الجوية، ثم القنابل العنقودية المحرمة دوليًا والأسلحة الحارقة، وطائرات “درون”، وهجومان باستخدام صواريخ أرض- أرض.
وأسفر التدخل الروسي عن حملات تهجير وإفراغ مدن، وتدمير الأحياء الشرقية من دمشق وحلب، وتهجير نحو مليون و200 ألف مدنيًا خلال عام 2019، وأكثر من مليون مدني منذ أواخر 2019 وحتى شباط 2020، منهم من نزح لأكثر من خمس مرات، جراء الحملات العسكرية للنظام والروس على مناطق أرياف حلب وحماة وإدلب، ومدن أريحا وسرمين ودارة عزة والأتارب، القريبة من خطوط التماس.
وبعد التدخل العسكري لصالح النظام، استخدمت روسيا حق النقص “الفيتو”، 16 مرة، كان آخرها التصويت ضد نمديد التفويض لآلية إدخال المساعدات العابرة للحدود، ساعية للاقتصار على معبر واحد، العام الماضي.
كما صوتت ضد تمديد عمل اللجنة الدولية في سوريا، وضد قرارات مجلس حقوق الإنسان، وضد إنشاء آلية التحقيق المحايدة المستقلة، وضد لجنة نزع الأسلحة الكيميائية.
وفرضت روسيا سلسلة هدن غيرت معطيات السيطرة على الأرض في بعض المناطق، ومن أبرز تلك الاتفاقات، اتفاق خفض التصعيد الموقع في أيار 2017، وضمت مناطق خفض التصعيد محافظة إدلب وأجزاءً من اللاذقية وحماة وحلب، وشمال حمص، والغوطة الشرقية، ومناطق محددة من درعا والقنيطرة، لكن تلك المناطق تقلصت أمام استلاء الروس بشكل متتابع على مناطق مختلفة، لتقتصر منطقة خفض التصعيد حاليًا على إدلب وأجزاء من حلب وحماة واللاذقية.
وفي 12 من آب، وثقت فرق “الدفاع المدني” في بيان لها، مقتل وجرح أكثر من 12 ألف مدني سوري بهجمات روسية، منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا.
وكان قائد القوات الجوية الروسية الموفدة إلى سوريا، يفغيني نيكيفوروف، قال في 12 من آب الماضي، إن أكثر من 100 ألف طلعة جوية قتالية أجراها الطيران الروسي في سماء سوريا منذ عام 2015، وفقًا لما نشرته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
ووقّعت موسكو مع النظام السوري، عام 2017، عقد إيجار طويل الأمد لمدة 49 عامًا لقاعدة حميميم التي أنشأتها عام 2015 لتكون منطلقًا للعمليات الروسية، فضلًا عن عقد مماثل في مرفأ “طرطوس”، قدمه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كفاتورة لموسكو التي ساندته في المعارك ضد المعارضة.