أبرز المحاصيل الصناعية والمنطقة تعتبر معقله الأول

مزارعو الشوندر السكري في الرقة يُعدون على أصابع اليد

tag icon ع ع ع

“يُعدون على أصابع اليد”، هكذا يصف مروان النجم (50 عامًا)، من بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي، مزارعي الشوندر السكري في المنطقة بعد أن تراجعت زراعته “كثيرًا” خلال السنوات العشر الماضية.

مروان تحدث لعنب بلدي عن أن زراعة “أهم” محاصيل وادي الفرات وهو الشوندر السكري قد اختفت كليًا من المنطقة، رغم أن المنطقة نفسها كان تتصدر قائمة المناطق السورية المنتجة لهذا المحصول طوال عقود سبقت اندلاع الثورة السورية في العام 2011.

وكانت مناطق وادي الفرات التي تبدأ بأرياف حلب الشرقية في منبج ومسكنة وأرياف الرقة ودير الزور على طول نهر “الفرات” في سوريا، قبل العام 2011، تنتج محصول الشوندر السكري وتورده لمعملي السكر في مدينة الرقة ومسكنة بريف حلب الشرقي.

“لن يشتريه أحد”

المهندس الزراعي حسين الرجب، قال لعنب بلدي، إن زراعة الشوندر السكري غير قابلة للازدهار أو حتى الرجوع إلى “المقبول”، لأن مزارعيه لن يجدوا أحدًا يشتري منهم المحصول.

وأشار المهندس إلى أن المزارعين الذين يزرعونه حاليًا هم قلائل، وعلى الأغلب يبيعونه لمربي الماشية مثل الأغنام والأبقار لاستخدامه علفًا لحيواناتهم.

وتبدأ زراعة الشوندر السكري في الرقة في منتصف تشرين الأول من كل عام، وتنتهي مع بداية فصل الصيف، وهي من الزراعات المروية، وفق ما قاله ضافر العلوان (44 عامًا) وهو مزارع من قرية مزرعة بدر بريف الرقة الشرقي.

وأوضح ضافر أن كمية الإنتاج للدونم الواحد تتراوح بين الستة والعشرة أطنان، ويرجع سبب التغييرات في الكمية إلى كمية الأسمدة المضافة ونوعية البذار والتربة الزراعية.

وتعرض معملا السكر في الرقة ومسكنة لدمار شبه كامل بفعل العمليات القتالية التي شهدتها المنطقتان خلال السنوات الماضية، إضافة إلى تحويل معمل السكر في مسكنة إلى نقطة عسكرية تابعة لإيران في ريف حلب الشرقي.

ويباع الشوندر السكري في الرقة بسعر 450 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، ويُستخدم فقط في الأعلاف الحيوانية في مواسم الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف الأخرى.

وقال أحد الصناعيين في مدينة الرقة، إن هناك خططًا بالتعاون مع دول أجنبية لإعادة تأهيل معمل السكر الواقع شمال المدينة ببضعة كيلومترات والمدمّر بشكل شبه كامل.

الصناعي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أوضح لعنب بلدي أن إحدى دول “التحالف الدولي” أرسلت وفدًا إلى الرقة قبل فترة زمنية وجيزة اطلع على الواقع الصناعي للمدينة بهدف دعمه، ومن الخطط الموضوعة إعادة تأهيل معمل السكر.

وفد أجنبي في الرقة

وفي تصريح لوكالة “نورث برس” المحلية، منتصف أيلول الماضي، قال عضو غرفة صناعة مدينة الرقة محمد كنعان، إن وفدًا أجنبيًا يضم خبراء اقتصاديين وصناعيين زار مدينة الرقة لدعم القطاع الصناعي خلال الفترة الماضية.

ورافق الوفد الأجنبي في زيارته للرقة أعضاء من غرفة الصناعة في المدينة، وأعضاء من منظمات المجتمع المدني العاملة في المدينة.

وأضاف كنعان أن الوفد أجرى جولة ميدانية على عدة معامل ومنشآت صناعية في مدينة الرقة وريفها، زار خلالها تلك المنشآت واطلع عليها.

وأشار كنعان إلى أن الوفد ناقش مع أصحاب تلك المنشآت أبرز المعوقات والمشكلات التي واجهوها خلال الفترة الماضية، في سبيل القضاء على معوقات نجاح العمل واستمراره.

الصناعة تعود هذا العام

وكان مدير عام المؤسسة العامة للسكر، سعد الدين العلي، قال إن تصنيع السكر من الشوندر السكري متوقف منذ عام 2015، إذ إن الكميات المزروعة منه كانت متدنية ولا جدوى اقتصادية من تصنيع كميات تتراوح بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف طن.

وبحسب ما نقله موقع “أثر برس” المحلي، في 7 من تشرين الأول الحالي، أضاف العلي أن زراعة الشوندر عادت من جديد هذا العام، موضحًا أن من المفترض وصول المساحة الإجمالية إلى 4385 هكتارًا، ويتوقع أن ينتج عنها 263 ألف طن، أي ما يكفي لتشغيل معمل السكر في تل سلحب فقط بشكل اقتصادي.

وتحدث المدير عن وجود عقدين لإعادة بناء وتأهيل وتشغيل شركتي سكر الرقة ومسكنة، بالإضافة إلى توقيع عقد لإقامة معمل خميرة في منطقة شبعا بطاقة إنتاجية يومية تصل إلى 50 طنًا، مبينًا أنه سيتم تصديقه من رئاسة مجلس الوزراء قريبًا.

وأشار إلى أن عملية إعادة تأهيل وتشغيل معملي الرقة ومسكنة تحتاج إلى سيولة مالية ضخمة، لذلك تم اللجوء إلى “الشريك الوطني”، موضحًا أن العقود تمت وفقًا لنظام “bot”، بمعنى أن يبدأ المتعهد وبعد 40 سنة يعود المعمل إلى القطاع العام بطاقة إنتاجية كحد أدنى تصل إلى 80%.

ويعد الشوندر السكري أحد أهم المحاصيل الصناعية، إذ يوزع من أجل الحصول على السكر الأبيض بالدرجة الأولى، وكذلك المواد العلفية الناتجة عنه لتغذية الحيوانات، وهو المصدر الوحيد لصناعة السكر في سوريا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة