توفي شاب ينحدر من ريف الحسكة، بعد تعرضه للتعذيب في أحد السجون التي يديرها فصيل “صقور الشمال” التابع لـ”الجيش الوطني”، في ريف حلب الشمالي.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب، أنّ الشاب حكمت خليل الدعار الذي ينحدر من بلدة الطيانة في ريف محافظة الحسكة الشمالي، توفي أمس الخميس 23 من أيلول، في المستشفى الذي أُسعف إليه من سجن يديره فصيل “صقور الشمال”.
واعتقل فصيل “صقور الشمال” حكمت، في 19 من أيلول الحالي، وبعد مرور أربعة أيام على اعتقاله نُقل إلى المستشفى مع تبريرات من الفصيل بأنه يعاني من ارتفاع بمستوى السكر في الدم.
وأبلغ الفصيل أسرته أنه يعاني من وعكة صحية، لتكتشف عائلته بأنه متوفى بعد وقت قصير، مع آثار تعذيب على الجثة، التي انتشرت صورها عبر مواقع التواصل.
التهمة.. تفجيرات
واعتُقل الشاب بتهمة التعامل مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتسهيل مرور الشاحنات المفخخة إلى المنطقة.
وبعد تكرار مطالب أسرة المتوفى لـ”صقور الشمال” بإظهار دلائل تثبت أن الشاب متعامل مع “قسد” وفق ادعاء الفصيل، انتشرت تسجيلات مصوّرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر اعترافات أشخاص بتعاملهم مع حكمت في عمليات تفجير طالت مناطق نفوذ “الجيش الوطني”.
بينما نفت الأسرة هذا الادعاء، واعتبرت أن مثل هذه التسجيلات ليست دليلًا على ضلوع أو براءة أحد، بحسب حديث أحد أقارب المتوفى لعنب بلدي.
وقال قريب المتوفى، تتحفظ عنب بلدي على ذكر اسمه، إن الشاب كان أحد المطلوبين لـ”قسد” كونه من أوائل المعارضين لسيطرتها على مناطق بريف الحسكة، ومن المستحيل أن تكون ادعاءات “صقور الشمال” صحيحة، بحسب تعبيره.
لكنه لم يوضح ما التهمة الحقيقية التي من الممكن أن يكون حكمت اعتُقل بسببها.
وكان حكمت يعمل سائق حافلة نقل داخلي في مناطق نفوذ “الجيش الوطني” بعد سيطرة الأخير على المنطقة، وهو متزوج وأب لطفلين.
وأشار قريب حكمت إلى أن أسرته طلبت بشكل مستمر دلائل تظهر ضلوعه بتزعم عصابة تتبع لـ”قسد”، إلا أن “الوطني” لم يجب.
“الجيش الوطني” يحقّق
وفي حديث لعنب بلدي، قال المتحدث الرسمي باسم “الجيش الوطني”، الرائد يوسف حمود، إنه بعد ورود معلومات عن وفاة مدني تحت التعذيب بسجون أحد الفصائل العسكرية، تولت “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الجيش الوطني” بإيعاز من النائب العام العسكري تسلّم ملف التحقيق بالقضية.
وبمراجعة تقرير الطبيب الشرعي، تبيّن أن “الوفاة ناجمة عن ارتفاع بنسبة السكر في الدم”، ويستمر “القضاء العسكري” بعمله للوقوف على كامل تفاصيل القضية، بحسب حمود.
لا يمكن تحديد سبب الوفاة إلا بمعاينة الحالة
عنب بلدي تحدثت إلى الخبير الجنائي المحلّف الدكتور محمد كحيل، العامل في دائرة الطب الشرعي بمدينة اعزاز وريفها، وقال إن من الممكن لأي عملية ضغط نفسي أن تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
لذا يمكن لأي عملية تعذيب جسدي أو نفسي أن تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في الدم، كما يمكن أن يكون انقطاع المريض عن أدويته سببًا في ارتفاعه أو انخفاضه أيضًا، لكن لا يمكن تحديد سبب الوفاة من خلال تكهنات.
في حين أشار إلى أن البتّ في سبب الوفاة من خلال معلومات عامة أمر غير ممكن، ويجب فحص الجثة لتحديد السبب الأولي للوفاة.
انتهاكات لم تتوقف
وتتكرر الانتهاكات في سجون “الجيش الوطني السوري”، إذ تعرض شاب للتعذيب في أحد السجون التابعة لـ”الفرقة 20″ التابعة لـ”الجيش الوطني” بسبب خلافات شخصية مع عناصر يعملون ضمن “الفرقة”، ونُشرت عملية التعذيب عبر وسائل التواصل.
وبحسب تقرير صادر عن “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فإن الشاب الذي ينحدر من بلدة بلوة في ريف الرقة، احتُجز بالقرب من منزله في قرية بلوة التابعة لناحية سلوك بداية أيلول الحالي، من قبل مَن تعتقد “الشبكة” أنهم يتبعون لـ”الفرقة 20″ التابعة لتشكيل “صقور السنة” أحد تشكيلات “الجيش الوطني السوري”.
كما انتشر فيديو آخر عبر مواقع التواصل، منتصف آب الماضي، لطفل تظهر عليه آثار التعذيب، وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن أن فرقة “السلطان مراد” المنضوية تحت راية “الجيش الوطني”، احتجزت الطفل وعذّبته في مدينة رأس العين بريف الحسكة، بتهمة السرقة.
ووثقت الشبكة الحقوقية مقتل 14 ألفًا و537 سوريًا تحت التعذيب بين آذار 2011 وحزيران الماضي، على يد أطراف الصراع المختلفة في سوريا، خلال تقرير أصدرته “الشبكة” في 26 من حزيران، وتحدث عن مقتل 180 طفلًا و92 سيدة (أنثى بالغة) من مجموع عدد ضحايا التعذيب.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة (متمثلة سابقًا بـ”الجيش الحر” وحاليًا بـ”الجيش الوطني”) مسؤولة عن مقتل 47 شخصًا بينهم طفل وسيدة، بحسب الشبكة الحقوقية.
بينما يعتبر النظام مسؤولًا عن مقتل معظم ضحايا التعذيب بنسبة 98.63%، إذ قُتل 14 ألفًا و338 شخصًا على يد النظام، بينهم 173 طفلًا و74 سيدة.
وتلا النظام في مسؤوليته عن مقتل أشخاص تحت التعذيب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المسيطرة على شمال شرقي سوريا، إذ قتلت 67 شخصًا بينهم طفل وسيدتان.
–