أحالت قيادة ميليشيا “لواء القدس” في حلب شمالي سوريا عدة عناصر تابعين لها إلى السجن، من أجل التحقيق معهم على خلفية رفضهم الأوامر، وهي الالتحاق بالمجموعات التابعة لها في البادية، وفي محيط منطقة السخنة ودير الزور للتمشيط ومحاربة خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة حلب أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية وصلت إلى حلب سبع جثث تعود لعناصر بالفصيل، و11 مصابًا بجروح خطيرة، منها بتر أطراف، بسبب انفجار ألغام زرعها عناصر التنظيم في البادية السورية.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض عناصر ميليشيا “لواء القدس” لكمائن على الطرقات، الأمر الذي أدى إلى تخوف بعض العناصر من الذهاب إلى هناك وعدم إطاعتهم للأوامر، ما دفع قيادتهم لتحويلهم إلى السجن وعددهم حوالي 18 عنصرًا.
وقال محمد (34 عامًا)، وهو عنصر سابق في ميليشيا “لواء القدس” (ترك صفوف الميليشيا منذ سبعة أشهر)، إنه لاقى “صعوبة كبيرة” عندما ترك الميليشيا.
وأضاف أنه في حال رفض الأوامر “يُحال العنصر للتحقيق بتهمة الخيانة والعمالة لجهات معادية”، وقد جرت تصفية بعض العناصر خلال عام 2019، فقط لأنهم رفضوا المشاركة في معارك ريف إدلب، وسُلّمت جثثهم لذويهم على أنهم قُتلوا خلال المعارك في ادلب.
وقال عنصر في “لواء القدس” لعنب بلدي (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) إن “العناصر الرافضين للأوامر وُضعوا في سجن المقر بمنطقة حندرات شرقي مدينة حلب، ومُنعوا من التواصل مع ذويهم.
وتحاكم ميليشيا “لواء القدس” عناصرها بتهمة الخيانة في حالة عدم إطاعتهم الأوامر العسكرية، خصوصًا إذا كانت للتوجه إلى مواقع قتالية أو لتمشيط المواقع التي يسيطرون عليها بعد المعارك التي جرت مؤخرًا.
فصل عناصر في وقت سابق
ولا تعدّ هذه المرة الأولى التي يفصل فيها “اللواء” عناصر له بسبب رفضهم الأوامر، ففي كانون الثاني الماضي، فُصل تسعة عناصر بسبب رفضهم المشاركة في معارك بادية تدمر، حيث كانت تتعرض لتصاعد في الهجمات من تنظيم “الدولة” استهدفت القوات الإيرانية والروسية وقوات النظام السوري المارة في المنطقة.
كما فُصل بعض المقاتلين لأسباب أمنية، وكذلك لنقص الكفاءة التدريبية.
وأُسّست ميليشيا “لواء القدس” خلال تشرين الأول من عام 2013 في مدينة حلب، على يد المهندس محمد السعيد، بدعم من فرع “المخابرات الجوية” في حلب، وتلقى الدعم من الميليشيات الإيرانية الموجودة قرب مطار “النيرب العسكري”، وخاصة من “فيلق القدس”.
لكن إعلان القوات الروسية عن قيامها بتدريب عناصر “اللواء” في مدينة حلب، مطلع عام 2019، أشار إلى تحول في دعم “اللواء”، الذي كان أغلبية عناصره ينحدرون من مخيم “حندرات” قرب طريق “الكاستيلو”، قبل أن يفتح باب الانضمام إلى صفوفه خلال الأعوام الماضية، بعد سيطرة قوات النظام وميليشياته على مدينة حلب عام 2016.
–