لجأت مديرية “الصحة المدرسية” إلى إجبار عدد من المعلمين في مدارس محافظة حلب، على تلقي اللقاح المضاد لفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، بحسب ما رصده مراسل عنب بلدي في حلب.
وأفاد المراسل أن عددًا من المُعلمين اضطروا لعدم الذهاب إلى المدرسة خشية من تلقي اللقاح، ما جعل إدارة المدرسة تهددهم باتخاذ عقوبات بحقهم تصل إلى خصومات مالية من الراتب، في حال لم يتلقوا التطعيم.
مُدرّسة في ثانوية “محمود العمر” في حي الزبدية بمحافظة حلب، قالت إنها تغيّبت عن دوامها في المدرسة، لعدم رغبتها بتلقي اللقاح الذي تفرضه “الصحة المدرسية” فرضًا على المدرّسين في عموم المحافظة.
ولا ترغب المُدرّسة (التي تحفظت عنب بلدي على ذكر اسمها) بتلقي لقاح “أسترازينيكا” المضاد للفيروس، بحسب حديثها إلى عنب بلدي، بسبب خوفها من مضاعفاته الصحية التي رأت آثارها على أصدقائها من الذين تلقوا اللقاح، نتجت عنها الإصابة بتجلّطات في الدم لدى بعض المرضى الذين يتناولون أقراصًا مميّعة للدم، على حد قولها.
وكانت “وكالة الأدوية الأوروبية” (EMA) أوصت بتجنب إعطاء لقاح “أسترازينيكا” ضد فيروس “كورونا”، إن أمكن، للبالغين دون الـ30 عامًا.
وأكدت الوكالة في بيان لها، في نيسان الماضي، أن للقاح “أسترازينيكا” صلة بحالات تجلّط الدم التي لوحظت بعد أخذه، ولكن الأدلة المتوفرة لم تتح للوكالة التأكد من العوامل التي تؤدي إلى تجلّط الدم، بحسب ما نقلته “رويترز“.
وقال رئيس هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا، جون راين، إن فوائد اللقاح تفوق مخاطره بالنسبة للأغلبية العظمى، لكن المخاطر كانت أكثر وضوحًا لدى الشباب الذين تقل مخاطر الإصابة بفيروس “كورونا” بالنسبة إليهم.
وكانت وزارة الصحة بدأت بحملة تطعيم ضد الفيروس، في 5 من أيلول الحالي، وانتهت في 16 من الشهر نفسه، أتاحت من خلالها تلقي اللقاح لجميع المقيمين في مناطق سيطرة النظام ممن تجاوزت أعمارهم 18 عامًا، لكنها لم تذكر أي تفاصيل حول إجبار موظفين أو مواطنين على تلقي اللقاح.
وبحسب حديث وزير الصحة، حسن غباش، إلى صحيفة “البعث” الحكومية، في 12 من أيلول الحالي، شهدت مراكز التطعيم “إقبالًا كثيفًا” على تلقي اللقاح، معلنًا عن تلقيح 80 ألف شخص حتى ذلك الوقت، خلال الحملة وفي عموم المحافظات.
عقوبة لمن لا يتلقى التطعيم
أنس مُدرّس في مدرسة إعدادية بمحافظة حلب، قال لعنب بلدي، إنه تلقى عقوبة خصم مالي من راتبه من إدارة المدرسة العامل بها، بسبب رفضه تلقي اللقاح.
وأضاف أنس (تحفظت عنب بلدي على ذكر اسمه الكامل)، أن “الصحة المدرسية” نصحت المعلمين في البداية بتلقي اللقاح، موضحة أن له دورًا كبيرًا في تخفيف الأعراض الجانبية في حال الإصابة بالفيروس، ليُطلب منهم في النهاية أخذ اللقاح دون اعتراض.
وأكد حديث المُدرّس أنس، ما جرى أيضًا مع المُدرّس عبد الوهاب، الذي تغيّب مرتين عن دوامه في المدرسة، رافضًا تلقي اللقاح بالإجبار، مشيرًا إلى أن الإدارة توعّدت بخصم مبلغ من راتبه في حال إصراره على عدم تلقي اللقاح، بحسب ما أوضحه في حديثه إلى عنب بلدي.
وأضاف عبد الوهاب أن سبب رفضه تلقي اللقاح المضاد للفيروس، يعود إلى عدم ثقته بأنواع اللقاحات المتوفرة من جهة، وإصابة معظم معارفه ممن تلقوا اللقاح بمضاعفات جانبية من جهة ثانية، على حد قوله.
وبحسب ما نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا)، في 18 من أيلول الحالي، عن رئيس دائرة “الصحة المدرسية” بحلب، يحيى العتر، خصصت وزارة الصحة 13 ألفًا و500 جرعة من اللقاح المضاد لفيروس “كورونا” للكوادر التربوية في المحافظة.
ومنذ إعلان اكتشاف أول اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا”، تباينت الآراء حول العالم بشأن الثقة بتلك اللقاحات، إذ يعتبر بعض الرافضين لتلقيه أن سرعة إنتاج اللقاحات بعد عشرة أشهر من اكتشاف الفيروس سبب كافٍ لاتخاذهم قرارًا بعدم الثقة به.
وفي سوريا، ترافق، بالإضافة إلى كل تلك الشكوك حول اللقاحات في العالم، عدم ثقة المواطنين بوزارة الصحة في حكومة النظام التي تقدم أنواعًا مختلفة من اللقاحات المضادة للفيروس، بحسب ما رصدته عنب بلدي عبر تعليقات لمستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتشهد جميع المحافظات في سوريا، منذ مطلع آب الماضي، ذروة رابعة من انتشار الفيروس، وتُسجل أعداد الإصابات والوفيات أعلى أرقامها منذ بدء الجائحة.