شهود: ارتفاع في الطلب وسمسرة على العقود
روسيا تخفّض رواتب مرتزقتها السوريين في ليبيا
باشرت شركات أمنية روسية متخصصة بتجنيد المرتزقة، بتخفيض أجور المرتزقة السوريين الذين تجندهم، ويقاتلون إلى جانبها في ليبيا، بنسب متفاوتة وصلت إلى 80% لبعض العناصر.
وفي حديث إلى عنب بلدي، قال أحد المقاتلين العائدين من ليبيا، والذي ينحدر من مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، إن سقف الراتب الشهري للمقاتل خُفّض من 2000 إلى 1200 دولار كحد أقصى لقادة المجموعات الذين يتقاضون أعلى الرواتب.
بينما خُفّضت رواتب العناصر والمقاتلين المجندين من 1000 إلى 700 دولار، أما العناصر الذين يشغلون مهمات مختلفة فيتقاضون 1000 دولار شهريًا، بغض النظر عن المهمة التي يقومون بها.
إلغاء بدل تأخر العودة
كما ألغت الشركات الروسية المبالغ المدفوعة للمقاتلين عن كل يوم تأخير في العودة إلى سوريا، وأصبحت الأيام التي يقضيها المقاتلون في ليبيا بعد انتهاء عقودهم غير مدفوعة الأجر، بحسب ما قاله المقاتل إلى جانب الروس في ليبيا.
وأضاف المقاتل أنه في السابق قبل قرار تخفيض الرواتب، كان المقاتل يحصل على 100 دولار عن كل يوم تأخير عن موعد العودة إلى سوريا، أما بعد القرار الأخير فبمجرد انتهاء العقد لا يحصل المقاتل على أي مبلغ إضافي، مهما بلغت مدة تأخيره عن العودة إلى سوريا.
وعلى الرغم من قيام القوات الروسية بخفض رواتب السوريين المقاتلين إلى جانبها، فإن عددًا كبيرًا منهم لا يزالون يسعون للخروج إلى ليبيا بعقود معها، ما جعلهم عرضة لاستغلال السماسرة.
سماسرة العقود
“أبو ربيع” تحفّظ على ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، قال لعنب بلدي، إن دفع مبلغ مليونين ونصف (700 دولار) إلى طرف ثالث، تصبح من حق وكيل جهة التجنيد الروسية في ريف حمص الشمالي، في حال تمكّن من الخروج بعقد مع الشركات الروسية.
وأضاف “أبو ربيع” أن عدد المتقدمين يفوق ثلاثة أضعاف وأكثر من العدد المطلوب في كل مرة، ما يفتح الباب للوكلاء باستغلال المتقدمين وحصولهم على راتب شهر مقابل تأمين عقود لهم، وأن الإقبال الحاصل على العمل مع الشركات الروسية في ليبيا، سببه الوضع المعيشي السيئ وتدني مستوى الأجور في القطاعين العام والخاص في سوريا.
ومع الانكماش الذي يعاني منه الاقتصاد السوري، وندرة فرص العمل وتدني الأجور وعدم تناسبها مع مقدار الجهد المبذول، انكبّ عدد كبير من السوريين على العمل مع الشركات الأمنية التي تجنّد مقاتلين لمصلحة الشركات الأمنية الروسية العاملة في ليبيا.
وتتكفّل الشركات الروسية، بنقل وإطعام المقاتل ومنحه راتبًا مجزيًا مقارنة بالرواتب في سوق العمل السوري، التي تصل إلى 150 ألف ليرة (40 دولارًا أمريكيًا) في أحسن الأحوال.
وفي 6 من حزيران الماضي، تحدث مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية عن الوصول إلى تفاهمات أولية مع كل من تركيا وروسيا حول انسحاب مقاتلين سوريين من ليبيا.
وقال المسؤولون الذين كانوا يرافقون وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في جولته الأوروبية آنذاك، إن هناك اتفاقًا من حيث المبدأ مع الجانبين التركي والروسي على بدء مناقشة انسحاب نحو 300 “مقاتل سوري من كلا الجانبين من ليبيا”.
وقالت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، خلال مؤتمر صحفي، إن “المرتزقة” الأجانب الموجودين في ليبيا قد يغادرونها قريبًا بعد إحراز تقدم في محادثات السلام.
وشارك آلاف المقاتلين السوريين في الحرب الليبية إلى جانب طرفي النزاع، إذ اتُّهمت حكومة “الوفاق” باستقبال مقاتلين سوريين من “الجيش الوطني السوري”، عبر الأراضي التركية، لدعم عملياتها ضد اللواء المتقاعد خليفة حفتر، كما جنّدت شركة أمنية روسية بتواطؤ مع النظام السوري سوريين للقتال في ليبيا إلى جانب “الجيش الوطني الليبي”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :