اعترفت صحيفة “البعث” الحكومية، بسرقة وزارة الكهرباء بحكومة النظام السوري لمشتركيها عبر فواتير بقيم “خيالية” تُصدرها مقابل إيصال الكهرباء إلى منازلهم.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم، الاثنين 20 من أيلول، “عندما تصل قيمة فاتورة كهرباء منزلية في ذروة التقنين، عن دورة واحدة فقط، إلى ما يتجاوز ضعف إجمالي الفواتير المدفوعة عن 15 عامًا، فنحن أمام سرقة متعمدة، بدليل أن مثل هذه الفواتير لم يهتم بالتحقيق بها أي مسؤول في وزارة الكهرباء”.
وبحسب التقرير، فإن بعض موظفي “جباية الكهرباء” أصبحوا يطلبون من المشتركين عدم دفع الفاتورة، ومراجعة مديرية الكهرباء للتأكد من صحتها، عند رؤية الأسعار “الخيالية” لبعض الفواتير.
ووصلت قيمة إحدى فواتير الكهرباء إلى 11 ألفًا و400 ليرة سورية عن دورة واحدة، تلتها فاتورة أخرى بقيمة ثلاثة آلاف و500 ليرة سورية، خلال أشهر وصلت بها ساعات تقنين الكهرباء إلى فترات وصل لا تتجاوز ثماني ساعات نصفها خلال فترات الليل، وفقًا للتقرير.
وتساءلت الصحيفة عما يُمكن تسمية هذه الظاهرة سوى أنها سرقة لصغار المشتركين بهدف زيادة واردات وزارة الكهرباء.
وحول الخيارات المتوفرة لدى المراجعين لمديريات الكهرباء لتقديم اعتراض على قيمة الفاتورة، أوضح التقرير أن جميعها لا جدوى منها.
كما انتقدت الصحيفة عدم محاسبة مرتكبي الأخطاء التي تنتج عنها الفواتير غير المنطقية، بعد أن “افترضت أن الوزارة لا تسرق المشتركين، وإنما قد تكون القضية عبارة عن أخطاء ناتجة عن تقصير وإهمال موظفين بالوزارة”.
وعانى قطاع الكهرباء في سوريا خلال السنوات السبع الأخيرة من تراجع كبير، خاصة بعد خروج بعض المحطات عن الخدمة، ما تسبب ببقاء بعض المناطق بلا كهرباء نهائيًا.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، شهدت العديد المحافظات خلال الأشهر الماضية انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي، تخللها حوالي أربع ساعات وصل متقطعة مقابل 20 ساعة قطع، في معظم الأيام.
وعزا مدير الإنتاج في المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء، نجوان الخوري، سبب الانقطاع، لانخفاض كميات الغاز الذي أدى إلى خروج عدد من محطات التوليد عن الخدمة.
ووعد خوري، خلال لقاء له مع التلفزيون الرسمي السوري، في 3 من آب الماضي، بتحسّين كميات الإنتاج في الطاقة الكهربائية في حال زيادة كميات الغاز الواردة إلى محطات التوليد، وهو ما لم يحدث.
وهذا ليس التعهد الأول بتحسين واقع الكهرباء، إذ يكرر مسؤولون سوريون وعودهم على مدار السنوات الماضية دون أي تحسن على الأرض.
وتبرر وزارة الكهرباء الانقطاعات المتكررة ولساعات طويلة، بالنقص في الغاز اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، دون حلول مُجدية يمكن أن تُقدمها.
بينما يرى مستخدمون سوريون على وسائل التواصل الاجتماعي، أن زيادة ساعات التقنين، تعود إلى أسلوب الحكومة لإجبار المواطنين على اللجوء لتركيب الطاقة البديلة، التي كثر الحديث خلال الأيام الماضية عن أنها هي “الحل الوحيد” للخلاص من مشكلة الكهرباء في مناطق سيطرة النظام.
–