أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن شحنة الوقود الواصلة إلى لبنان طلبت من قبل السلطات اللبنانية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اليوم الأحد 19 من أيلول، سعيد خطيب زاده، إن إيران تأكد التزامها بمساعدة الدول الصديقة، لافتًا إلى أن شحنة الوقود الإيراني كانت مطلبًا لبنانيًا”، بحسب مانقلت وكالة “إيرنا“.
وأضاف قائلًا، “لن أعلق على الشؤون الداخلية للبنان، لكن يمكنني أن أؤكد لكم أنه إذا طلبت منا الحكومة اللبنانية غدًا شراء الوقود لحل مشاكل الشعب فسنقدم لهم الوقود”.
وجاء رد زاده بعد تصريح رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “CNN” الأمريكية، الجمعة 17 من أيلول، أن دخول شحنات الوقود الإيراني إلى البلاد يشكّل انتهاكًا لسيادة لبنان.
وقال ميقاتي في المقابلة “أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان”.
ونفى ميقاتي أن تكون الحكومة اللبنانية وافقت على إدخال شحنات الوقود، وأضاف بهذا الصدد، “العملية تمّت في معزل عن الحكومة اللبنانية (…) لذا لا أعتقد أن الحكومة اللبنانية ستخضع لأي عقوبات”.
من جانب آخر، ناشد ميقاتي الدول العربية الوقوف إلى جانب الحكومة اللبنانية الجديدة ودعمها خلال ما يمر به البلد من أزمات سياسية واقتصادية.
ومن جهتها اعتبرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن وصول شحنات الوقود الإيراني إلى لبنان رغم العقوبات، لا يشكّل حلًا لأزمة الطاقة في البلاد، مبدية نية بلادها التعاون مع الحكومة اللبنانية لسد النقص الحاصل بقطاع الطاقة.
وفي 16 من أيلول، قالت المتحدثة، في مقابلة مع موقع “الحرة“، فضّلت عدم الكشف عن اسمها، إن استيراد الوقود من بلد خاضع لعقوبات واسعة النطاق مثل إيران ليس حلًا مستدامًا لأزمة الطاقة التي يعاني منها لبنان.
وأضافت أن “حكومة الولايات المتحدة تدعم الجهود المبذولة لإيجاد حلول إبداعية وشفافة ومستدامة من شأنها معالجة النقص الحاد في الطاقة والوقود في لبنان. هذا ما يحتاج إليه الشعب اللبناني، وليس حملة دعائية استعراضية أخرى من قبل (حزب الله)”.
ودخلت فجر يوم، الخميس 16 من أيلول، أربع دفعات من صهاريج المازوت إلى بلدة العين في البقاع اللبناني، متجهة نحو مدينة بعلبك، بحسب مانقلت قناة “المنار“ التابعة لـ”حزب الله”.
وبحسب القناة تضم القافلة 20 صهريجًا (13210 جالونًا)، تحتوي على مليون ليتر من المازوت.
مقربون من “حزب الله” اشتروا الشحنة
وفي هذا السياق، نقلت وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية، في 19 من آب الحالي، عن مصادر لم تسمّها، أن شحنات الوقود المتجهة من إيران إلى لبنان، والتي تحدث عنها نصر الله، اشتُريت سابقًا من قبل رجال أعمال مقربين من الحزب اللبناني.
وأضافت الوكالة أن الشحنات تهدف للمساعدة في تخفيف نقص الوقود الحاصل في لبنان، واشترتها بالكامل مجموعة من رجال الأعمال “الشيعة اللبنانيين”، وهي “ملك لهم بدءًا من لحظة انطلاقها من السواحل الإيرانية”.
وأعلنت المديرية العامة للنفط في لبنان، السبت الماضي، عن رفعها أسعار المحروقات ضمن خطتها لمعالجة تداعيات أزمة الوقود في البلاد.
وأصدرت المديرية بيانًا قالت فيه، إن القرار جاء عقب موافقة رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، مع عدد من أعضاء الحكومة عبر تطبيق “الزوم”، بعد اعتماد سعر صرف الدولار بثمانية آلاف ليرة لشراء المحروقات، بحسب ما نقلته قناة “LBC” اللبنانية.
ويصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى نحو 20 ألفًا، على أن يدفع المصرف المركزي الفرق بسعر الدولار لتمويل المحروقات.