تدرس واشنطن رفع جزء من العقوبات الأمريكية عن النظام السوري المرتبطة بقانون “قيصر”، تزامنًا مع مشروع استجرار الطاقة إلى لبنان من مصر والأردن عبر سوريا.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، السبت 18 من أيلول، أن واشنطن “تخفف عقوبات قيصر”، وذلك بعد جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، عُقدت في 16 من أيلول الحالي.
وقالت الصحيفة، إن محادثات أمريكية- روسية جرت برئاسة المسؤول الأمريكي عن ملف الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، مع الجانب الروسي في جنيف الخميس الماضي، إذ لعب ماكغورك دورًا رئيسًا في إقناع القاهرة بالموافقة على مد خط الغاز إلى لبنان، للتخفيف من أزمة الوقود والكهرباء الخانقة التي يعيشها.
وذكرت الصحيفة أن هنالك توجهًا أمريكيًا لـ”إعادة النظر” ببعض العقوبات التي يفرضها قانون “قيصر”.
واستمعت عنب بلدي إلى الجلسة التي أجراها المسؤولون الأمريكيون في الخارجية، التي عُقدت لتثبيت تعيين المرشحة لمنصب مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، وترأسها السيناتور من الحزب “الديمقراطي” بوب مينينديز.
وطرح العضو في مجلس الشيوخ الأمريكي كريس فان هولن، سؤالًا على باربرا ليف حول الأوضاع في لبنان وقضية استجرار الطاقة إلى البلاد من مصر والأردن عبر سوريا، وهو الأمر الذي اقترحته السفيرة الأمريكية في لبنان، دوروثي شيا، إذ تساءل هولن ما إذا كان الاقتراح يتوافق مع قانون “قيصر” أم ستكون هنالك تنازلات.
من جهتها، أجابت ليف أن “الخارجية الأمريكية تنظر إلى هذا المشروع بتمعن ضمن الإطار العام للقوانين الأمريكية الخاصة بالعقوبات، وأن الخطة المذكورة تظهر بوادر جيدة، وستعمل الخارجية على استشارة وزارة الخزانة لتحقيق هذا الأمر”.
كما شجعت ليف على المشروع الذي وصفته بالحل “الأرخص والأنظف والأكثر أمانًا” لمشكلة كبيرة في لبنان.
وبدوره، عقّب السيناتور من الحزب “الديمقراطي” بوب مينينديز على تصريح ليف قائلًا، “أتطلع لسماع الرد من الخارجية الأمريكية حول قانون (قيصر)، إذ لا أريد أن أعطي ارتياحًا لنظام الأسد”.
إلّا أن مينينديز أردف أنه في سياق هذه القضية وبالأخص في هذه الظروف، إذا أعطت الخارجية الأمريكية قرارًا أن “قيصر” هو العائق الوحيد لوصول الطاقة إلى لبنان فـ”من الممكن أن نجد حلًا”، حسب تعبيره.
ويشكّل تصريح مينينديز تحولًا في رؤيته للأوضاع في سوريا، إذ كان من أشد المطالبين بمحاسبة النظام، وترأس، في آذار الماضي، لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي لإقرار قانون محاسبة النظام السوري بالتزامن مع الذكرى العاشرة للثورة السورية.
وقال حينها، “لقد عانى الشعب السوري لفترة طويلة جدًا على يد جزار لا يزال رعاته في طهران وموسكو يرعون حكمه الإرهابي الذي لا يلين”.
وسبق للملك الأردني، عبد الله الثاني، أن أجرى مباحثات مع واشنطن خلال زيارته الأخيرة لـ”تسهيل الإجراءات المتعلقة بقانون (قيصر)”، وفق وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، هالة زواتي.
–