وثق “مرصد استخدام القنابل العنقودية”، التابع لـ”الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية”، استمرار استخدام النظام السوري للذخائر العنقودية منذ 2012 حتى العام الجاري.
وذكر المرصد في تقرير نشره الأمس 15 من أيلول، حول نجاح الحملة العالمية ضد استخدام الذخائر العنقودية، أن معاهدة الحظر العنقودي التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2010، أحرزت تقدمًا كبيرًا في القضاء على هذه الأسلحة الفتاكة.
ولم يكن هناك استخدام للذخائر العنقودية من قبل الدول الموقعة على الاتفاق، لكن المشكلة تكمن في الدول التي لم توقع بعد، ومن بينها سوريا، وفق التقرير.
وسجل المرصد ما لا يقل عن 687 هجمة بالذخائر العنقودية في سوريا منذ تموز 2012، تسببت بخسائر بشرية هائلة.
ووثق التقرير 147 ضحية لمخلفات الذخائر العنقودية خلال عام 2020، مشيرًا إلى استمرار تأثير التلوث الذي تسببت به هذه الذخائر في سوريا.
وأضاف، لا تزال الأبحاث تُظهر أن القوات الحكومية السورية مسؤولة بشكل أساسي عن استخدام الذخائر العنقودية في البلاد، لكن القوات الحكومية الروسية والسورية، تستخدم الكثير من نفس الطائرات والأسلحة، وكثيرًا ما تنفذ العمليات معًا، فيما نفى الجيش السوري امتلاك أو استخدام ذخائر عنقودية، بحسب التقرير.
وجاء في التقرير أن 18 دولة تبنت قرار مجلس حقوق الإنسان بإدانة استخدام الذخائر العنقودية في سوريا، في حين أصدرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، 34 تقريرًا حول استخدام الذخائر في سوريا.
يذكر أن الذخائر العنقودية تُطلق إما من الجو أو من الأرض في عبوة تحتوي على مئات “القنابل الصغيرة” التي تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة.
وتشكل الذخائر خطرًا مستمرًا لأنها لا تستهدف هدفًا محددًا، وينفجر نحو 40% منها فورًا، ما يجعلها مصدر خطر مستمر.
وبحسب “الدفاع المدني السوري”، نفذ النظام السوري وروسيا 546 هجومًا بقنابل عنقودية على الشمال السوري، منذ 26 من نيسان عام 2019 حتى 5 من آذار 2020.
كما أن الآلاف من تلك القنابل لم تنفجر، وتحولت إلى قنابل موقوتة تهدد حياة المدنيين، لا سيما الأطفال.
وفي أيار الماضي قتل مدني في قرية كفرعويد جنوبي إدلب، إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف سابق للنظام وروسيا، وفق “الدفاع المدني”، الذي يقول إن إزالة الذخائر غير المنفجرة التي خلفها قصف النظام وحليفه الروسي، من أخطر المهام التي يقوم بها متطوعوه.
وكان “الائتلاف المناهض لاستخدام الذخائر العنقودية” وثق في تقرير نشر ملخصه، في تشرين الثاني من العام الماضي، 3440 ضحية من مجموع ضحايا الذخائر العنقودية في جميع أنحاء العالم، ويشكل الأطفال حوالي أربعة من كل 10 ضحايا.